
هوامش
عمر اسماعيل
بداية الإصلاح والإعمار والنهضة!
. هموم وطنية تشغل الناس…كيف نعيد ما دمرته الحرب ( اللعينة) ..؟ اكثر من مرة كتبت عن الأمر ، والحرب في أيامها الساخنة لاني على يقين ان العراك سيبقى في نهاياته..وقد كان.. ربما تبقى هناك ( حفر ) ..بها بعض ( اوباش وملاقيط) و( ملاعين) سيتم طردهم الي خارج الحدود الوطنية . وهنا من المهم وجود سياسية ودمج القوى المنقسمة..!
. القضية الكبرى _ الان _ ان الوطن سيكون( خال) من ( ادران) والمناطق القذرة؛ التي خلفتها آثار حرب المجرمين فكيف نرسم خطة قومية متماسكة؛ لضمان سلامة الوطن وبكل فئاته وقطاعاته واتجاهته الفكرية والسياسية والاجتماعية..وهو ما نسعى اليه بعد الحرب ( سودان قومي )بخطة ممتدة تشمل كل المجالات، فالحرب أدخلت في نفوس الناس ضرورة تغيير حتى على مستوى الانماط الاجتماعية والعادات الاقتصادية، إلى جانب كيفية نتوحد سياسيا بالاستفادة من مسألة المقاومة الشعبية ونصرتها مع الجيش وهو الذي وصل بنا إلى طرد الاوباش المدعوم بقوى اجنبية تسعى إلى( تفتيت) السودان… والذي أصبح الان قوى إقليمية لها وزن بعد الانتصار الكبير.
.ونتحدث عن ( خطة ، أو برنامج قومي للاصلاح الشامل )… وربما اقول ان واحدا من أسباب الفوضى في الخطط الاصلاحية قد أدى إلى الحرب ، وعدم الاستقرار..والخلل في الساسية الاقتصادية… لذلك فإن اي خطة قادمة لابد أن تعالج اسباب الفشل في برنامج الاصلاح فالمسالة يبدو أنها منذ الاستقلال الميمون فجزاهم الله خيرا؛ فالسياسيون في فجر الاستقلال نقلوا التجارب السابقة دون تنقيح، لما ينفع مع السودان واستمر السقوط في هاوية الفشل، وشخصيا أضيف ان تعديل العملة من الجنيه إلى الدينار وما صاحب ذلك من اجراءات وتجارة العملة هي بداية الفشل إلى الايام( الخوالي)… في العهد الإنقاذي…!
. هناك بعض تجارب في دول صديقة ( ادهشت ) المسؤولين عندنا..منذ اول عام نظام الإنقاذ، طار وفد رئاسي الي ( ماليزيا) وكنت في الوفد الصحفي، كتبت مادة صحفيةقبل السفر إلى ماليزيا ما بين الخرطوم وكوالالامبور..ونحن في الطائرة قال وزير المالية عبد الرحيم حمدي..ان ماليزيا ، نالت استقلالها بعد السودان، ثم بدأت في وضع خطة لعشرين عاما من خلالها شملت كل المناحي حتى الملابس الخاصة والعادات الاستهلاكية إضافة إلى التوجه نحو التعليم والصحة والاقتصاد والزراعة عامة ومع حكومة( فاهمة) وقوية ، وعمل سياسي كله يصب في العمل والانتاج، كل هذا وغيره، قلت ان ماليزيا هي في الشرق الاسيوي، ويبدو انا امريكا والغرب قالت لها( باي . باي) حينذلك فالعلاقة( مع النظام الإنقاذي والغرب ) غير ( متينة) لذلك استمرت العقوبات، وهلمجرا.. إلى فصل الجنوب بمعاونة امريكا ( شرطي العالم)..وهنا تبرز ( الشطارة) في قيادة السياسة الخارجية وكلما كانت العلاقة مع الخارج جيدة.. وتراعي مصالح الوطن والانسان كلما كان المناخ السياسي يؤدي استقرار والعيش للانسان وتقدمه الاجتماعي والاقتصادية والسياسي!!
. لأي دولة في هذا العالم ،لابد أن تضع لها خطة لعلاقتها مع الدول الأخرى، يسمى العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، ويحكم ذلك في كيفية العلاقة ،حتى لدرجة استقبال الرؤساء، بما يسمى ( البروتوكول) والمراسم وهناك بعض الدول تجد العلاقة بينها مفتوحة دون أي ضوابط قاسية..!! قلت هذا لأن ما هو قائم ممتاز في العلاقة الطيبة مع السعودية هي الأقرب لنا وتعرف الداخل والخارج في السودان، علاقات أخوية _ واذكر زيارة رئيس المجلس العسكري سوار الذهب في الفترة الانتقالية بعد رحيل نظام مايو ١٩٨٥وكنت الصحفي المرافق مع الوفد الرئاسي إلى السعودية لها في خطة معروفة مستمرة وبها امكانيات ضخمة، اضافةللعلاقات الشعبية والرسمية وبعد نهاية الزيارة،وكانت ناجحة ونحن في طريق العودة كتبت جريدة الايام بالخط العريض،فيه ( سوار الذهب يطلب ، والملك فهد يستجيب ) …!! وهنا غضب سوار الذهب من رئيس التحرير وقال لي ان السودان اذا طلب من السعودية..فإن ذلك لما هو قائم من اخوة…وصداقة!! لأن معنى الخط كأنما سوار (يسأل) المملكة ..!!
. ان السودان _ الآن _ يفتح أبوابه للاصدقاء والأحباب للمساعدة قي خطة الأعمار والبناء وهو طريق صعب . وماذكرته هنا..لنبدأ فعلا برنامج او خطة ممتدة ..فعلا ليكون السودان قويا في كل المجالات…لابد من إصلاح النفوس والقلوب ونبتعد عن صغائر الأمور،وننسى اي جراح ونلتفت إلى البناء، مثل كل الشعوب التي بنت نفسها بعد معارك او خرب اهلية، اصبحت اليوم يشار عليها، ودول شرق آسيا هي الدول الصديقة وبعض العربية ، الأخوة هم اكثر من يمد يد العون ، لمصلحة السودان دون أذى.. بل بكل حب …والأعمار والإصلاح تحتاج للجهد العام والمسألة في النهاية (مال) والحساب (ولد).