لماذا التماهى مع خطط الايقاد الساعية لدمج اللاجئين الجنوبيين فى المجتمع السوداني؟

لماذا التماهى مع خطط الايقاد الساعية لدمج اللاجئين الجنوبيين فى المجتمع السوداني؟
__
البشير أضاع السودان مرتين، مرة (حمايتى) و مرة أخرى (خلوهم دا بلدهم )!!
_____
فى أعرق البلدان تعتبر أجهزة الأمن هى صمام أمان البلاد، ليس بالاستبداد على الناس وحبس أنفاسهم ولكن بإرشاد قيادة الدولة للخيارات السليمه لحفظ كيان البلد من كل المهددات الأمنية عظمت أو صغرت .
لا يوجد بلد فى العالم في الوقت الراهن به هذا الكم الهائل من الرتب الرفيعه فى الأجهزة الأمنية ورغم ذلك (حدث ما حدث) و ما جرى بالسودان كان سيصبح مادة ثرة للشماتة من خبراء الأمن الذين نراهم على شاشة القنوات كل يوم ولكن الشماته لا تليق مع كل هذه المآسى التى تفطر القلوب صباحا و مساءا.
الذين دعموا عربان الشتات فى خطة إستلائهم على السودان لم يأتى دعمهم من فراغ ولكن أتى هذا الدعم على قراءة واقع البلد فالدعم السريع أصبح قوة نظامية بموجب القانون ورئيس البلد يباهى ويفتخر بها ويعول عليها فى حمايتة ( حمايتى !!) من بطش شعبه المنكوب والمغلوب على أمره وبالفعل أستغل الاعداء هذا الوضع والدرس المستفاد هو( أن السبهللية لا تحفظ وطنا ولا تبقى دولة.!!)
وهذا عين ما تفعله الايقاد الآن ومن خلفها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فى موضوع مبادرة الحلول المستدامة للاجئين والنازحين فى دولتى السودان وجنوب السودان، المبادرة تأليف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وإخراج منظمة الايقاد وهى تهدف بصريح العبارة لدمج اللاجئين الجنوبيين فى الشمال ودمج اللاجئين الشماليين المتواجدين فى الجنوب فى دولة جنوب السودان ولا تسألوا عن فارق الاعداد ؟؟؟!!
ما الذي حفز المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فى السير فى هذا المنحى ؟؟ الإجابة هى ( السبهللية التى لا تحفظ وطنا ولا تبقى دولة) كما أسلفنا.
أولا بمجرد دخول اللاجئين الجنوبيين للسودان فى نهاية العام ٢٠١٣م صرح رئيس الجمهورية و على الهواء مباشرة بأن هؤلاء القادمون إلينا مرحبا بهم( ودا بلدهم خلوهم) وبناء على توجيهاته لم يتم تسجيلهم لا كأجانب ولا كلاجئين .
تسجيلهم كلاجئين أتى بعد عدة سنوات من هذا الموقف الإعتباطى والذى يشبه موقفه من الدعم السريع الذى أورد السودان موارد الهلاك .
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبناء على توصية خبراؤها الموثقة ترى أن فرص بقاء الجنوبيين بالشمال وإكتساب جنسيته أكبر من فرصهم بوطنهم الاصلى وذلك لطول بقائهم بالشمال وبسبب ذلك تجاهلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقديم اى خدمات للجنوبيين خارج المعسكرات والمنتشرين فى كل بقاع السودان طيلة السنوات الماضية وحتى هذه اللحظة.
أيضا بالإضافة لموقف الرئيس هذا، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كوكالة أممية تحسب خطواتها جيدًا ولا تتبنى موقف دون مبررات كافية وهنالك بعض الأحداث الصغيرة التى تخدم خط المفوضية هذا ولكنها لم تنل الاهتمام الكافي من أجهزة الرقابة بهذه البلاد مثلا:
قيادى جنوبى كبير بحركة العدل والمساواة تم إسقاط الجنسية السودانية عنه بعد إنفصال الجنوب ورغم ذلك شارك بفعالية فى اعتصام القيادة العامة ويشارك الآن بفعالية أكبر فى دعم القوات المسلحة وعلى كل الوسائط الإعلامية ، بصرف النظر عن موقفه السياسي ولكن حرية الحركة المتاح له لها دلالات مهمة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
أيضا تعلم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن هنالك حكم من المحكمة الدستورية ببطلان نزع الجنسية السودانية من بعض الجنوبيين ، هذا الحكم كان وقعه كبيرا عند المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقت صدوره.
هذه أشياء صغيره عندنا ولكنها ليست كذلك لاصحاب الأجندة الأجنبية.
الخبير الأجنبي الذى أعد دراسة انعدام الجنسية مع مركز حقوق الإنسان بكلية القانون جامعة الخرطوم قال بصريح العبارة لمكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الخرطوم: أنتم بدعمكم استخراج الرقم الأجنبي للاجئين الجنوبيين تقطعون عليهم سبيل الحصول على الرقم الوطني مستقبلا ومن حينها توقفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن دعم السجل المدني( بحجة عدم توفر التمويل!!)
كل هذه الأشياء مع تعثر تمويل البرامج ومع أجندة المانحين الأخرى طرحت الإيقاد هذه المبادرة بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
لم تنل هذه المبادرة رضا معتمدية اللاجئين ربما لإدراك إدارة المعتمدية حينها ومن واقع تجاربها السابقة بأبعاد المخطط وحصل بعد ذلك إلتفاف على هذه العقبة بأن قامت الايقاد بإدخال وزارة الخارجية فى هذا الأمر ووصل مقترح الدمج مراحل متقدمه جدا وبموافقة وزارة الخارجية لولا وجود نائب معتمد اللاجئين حينها محمد يس التهامى فى أحد الاجتماعات الحاسمة فى جوبا حول هذا الأمر .
يبقى السؤال إلى أى حد تماهى معتمد اللاجئين مع خطط الايقاد هذه ؟؟
المؤشرات لا تبشر بخير فقد تم إبعاد نائب المعتمد المشار إليه و الذى تعامل مع هذا الملف لسنوات طويلة وعرف خباياه ومحاذيره وتولى الأمر المعتمد بنفسه رغم حداثة تجربته فى مجال اللاجئين !! هل هى شهية السفر والبدلات أم هنالك تفسير آخر ؟؟
سحب ملف حساس كهذا من الشخص الذى حذقه وعمل عليه لسنوات هى مجرد نزوة لا تشبه رجل الدولة فى شيء هذا إن لم يكن وراء الأكمه ما وراءها..!!؟
ملاحظة أخرى ذات صلة وهى أن ولاية النيل الأبيض تمثل الثقل الأكثر فى الوجود الجنوبى بالسودان ومع ذلك قام معتمد اللاجئين بتجريد هذا المكتب من اى خبرات قادرة على مواجهة التحديات وأصبح مكتب كوستى مجرد (محطة لطق الحنك) فى حين أن أصحاب الخبرات الطويلة تم إبعادهم تماما عن القيام بأى عمل ؟ الا يصب ذلك فى مساعى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لقتل هذا البرنامج ودفع الجنوبيين خارج المعسكرات بحثا عن فرص الحياه أو فرص الاجرام كما نرى هذه الأيام .
حتى لا نسير فى طريق السبهللية مرة أخرى يجب أن تتحرى الأجهزة الأمنية عن حيثيات هذا الأمر، كما أرى أن الأمانة تقتضي من السيد نائب المعتمد السابق أن يطلع الأجهزة المختصه على أبعاد مبادرة الايقاد هذه ، هذا أن لم يكن قد فعل ، فنحن بصدد قضية أخرى شبيه بقضية عربان الشتات مع بعض الفوارق بكل تأكيد..!!
يبقى السؤال ماذا لو تم توطين عدد اثنين مليون لاجىء جنوبى بالسودان، كيف سيبدو لكم الأمر يا أهل السودان ؟؟؟