مقالات الرأي
أخر الأخبار

مجدي الروبي يكتب. ثوار ديسمبر بين التصعيد الافتراضي وواجب الدفاع عن الوطن

مجدي الروبي يكتب.

ثوار ديسمبرب
بين التصعيد الافتراضي وواجب الدفاع عن الوطن

في الساحة السياسية السودانية اليوم وكما هو معروف لدى كل متابع دقيق لنبض الوطن يعيد التاريخ صياغة نفسه ولكن هذه المرة بوجه مختلف تمامًا. ثوار ثورة ديسمبر الذين هتفوا ذات يوم بالحرية والسلام والعدالة وجدوا أنفسهم اليوم بين خيارات قد تباينت حد التناقض.
ففي منصات التواصل الاجتماعي ومع مرور قرابة العام ونصف على اندلاع الحرب بين القوات المسلحة و المتمردين يظهر جليًا أن هناك من بين هؤلاء الثوار من قد ضل طريقه وتماهى مع المتمردين. ولعل هذا ما لم يكن في الحسبان إذ إن بعض قادة الحرية والتغيير نفسها والذين كانوا يومًا ما رموزًا للصوت الشعبي وجدوا أنفسهم في تحالفات مريبة مع من حمل السلاح ضد الوطن. وهنا نرى مفارقة كبيرة حيث أن الثوار الذين نادوا بالوطنية والتغيير السلمي أصبحوا في بعضهم حلفاء لمن سلكوا طريق الفوضى والعنف والاغتصاب والسرقة والتنكيل بالشعب السوداني .
لكن في خضم هذه التحالفات الخيانات تظهر فئة أخرى من ثوار ديسمبر الذين ظلوا أوفياء للوطن وللمبادئ التي خرجوا من أجلها. حركة “غاضبون”، مثالٌ حيّ لهذه الفئة التي التزمت بالخط الوطني ووقفت إلى جانب القوات المسلحة السودانية مدافعة عن الوطن من الصفوف الأمامية. هؤلاء الغاضبون لم يختاروا السلاح بل حملوا مواقفهم الوطنية إلى ساحة المعركة دفاعًا عن الأرض والشرف والامانة.
أما في هذه الأيام وبينما يختار البعض التصعيد الافتراضي على منصات التواصل الاجتماعي يبقى السؤال الجوهري: ما الذي سيُعنية هذا التصعيد؟ هل سيعيد للوطن تماسكه؟ أم أنه مجرد صدى لأصوات ضائعة بين الواقع الافتراضي والحقيقة المرة؟ في لحظة كهذه يحتاج الوطن إلى أفعال أكثر من الكلمات الطنانة الرنانة وإلى وحدة أكثر من التشرذم والتشظي والانحلال.
فثوار ثورة ديسمبر الحقيقيون أمام مفترق طرق إما أن يعو صوتالحق وينضمو في نضالهم الا الحقيقي للحفاظ على الوطن وكرامته أو أن يذوبوا في زخم العوالم والافتراضات الاسفيرية والشعارات الجوفاء التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى