بريق أمل ولكن…!! بعد معركة العبور للخرطوم هل ستعود عروس المدن..؟!(٢) 🖋كتبت : مني الإحيمر

بريق أمل ولكن…!!
بعد معركة العبور للخرطوم هل ستعود عروس المدن..؟!(٢)
🖋كتبت : مني الإحيمر
الجميع يعلم أن الخرطوم او العاصمة المثلثة كانت تجمع الالاف من البشر من ولايات السودان المختلفة ،بكل السحنات وألوان الطيف من الجنسيات الأخرى في تعايش إجتماعي مختلف عن كل الدول ،حيث كانت العاصمة هي الملاذ الأمن (للغاشي والماشي )،كانت عروس المدن السودانية الأخرى تحملت عدد مهول من البشر ،لانها لعبت دور كبير في إستضافة كل مقومات الحياة الحديثة منها والقديمة الاعمال المتطورة والأشغال الهامشية، تحملت عناء الولايات الأخرى واحتضنتهم بصدر رحب لانها واجهة للتعليم والعلاج والسياحة والسفر عبر مطارها للخارج ، وكانت مصدر للإنتاج والمشروعات لم تقم الدولة بتوطين الصناعات في الولايات فكانت هي أم الصناعات لذا لم ولن ينسي الجميع هذا ولا حتي الثورات التى اندلعت فيها لتغيير سياسة الدولة لتكون افضل دولة ولكن..؟؟!!
بالرغم من السياسات التى ظلت تمارسها الحكومات المتعاقبة في السودان وحرمت المواطنين في بعض أنحاء ولايات السودان من أبسط مقومات الحياة في التنمية والتعليم والصحة ،الا ان المواطن لن ينسي ما قدمته له العاصمة الخرطوم ولا حتى ملامحها سواء جمالها او التعب والشقاء فيها، ومعركة العبور زرعت الأمل للجميع وبثت روح عودة الوطن من النسيان بعد الحرب اللعينه التى كادت ان تمزقنا الى أشلاء وقد كان.. لانها شردت ودمرت البلاد وحطمت آمال واحلام المواطن ،الذي كان ينظر للافق الى سودان جديد تتحقق فيه العدالة الإجتماعية والحرية مقوماتها الديمقراطية، سودان يتقبل البعض الآخر دون جهوية ولا قبلية يتعايشون في وطن مجتمعي متماسك..ولكن؟؟!!
وبعد الثورة الشبابية لاسقاط حكومة البشير ما أن خمدت نارها اشتعلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التى فرقت بين الأسر وشردت المواطنيين وقتلتهم ونهبت ممتلكاتهم ودمرت بيوتهم ،ومارست ابشع انواع الإنتهاكات الغير إنسانية فيهم وقطعت الوصل بين الأعزاء منهم تاركين حزناً عميقاً في نفوس الشعب السوداني،لم يكن هنالك بيت الا وبه فقيد عزيز اما شهيداً في المعارك دفاعاً عن النفس والعرض والأرض والوطن، او اسيراً لدي المليشيا او مفقود بلا عنوان، وعودة الخرطوم كما كانت مدينة يتوجه اليها الجميع ليس بحُلم بعيد،ستعود أجمل وارقي من زي قبل عاصمة منافسة للعواصم العالمية ولكن حينها لن تجد في استقبالها الأعزاء والكرماء منا الذين رحلو عنها بسبب الحرب ولن تجد الذكريات والمعالم التاريخية لان الحرب انهت كل هذا، ابدلت الإعمار بالحطام والرماد، وضربت بالإنسانية القسوة والازلال ،وصنعت من الحياة المرتبة فوضي المكان،وزرعت بين الناس الشكوك وولدت الكراهية والإنتقام وعلمت البعض حب النفس والذات بعد ان باعو انفسهم رخيصة للمليشيا متعاونين بدراهم لا تغني ولا تسمن عن جوع، وتعود الايام ويقعون في نفس المصيدة التى اصطادو بها الناس للمليشيا.،وكان الأحرى والاجدر ان يموتوا كرماء بوطنيتهم لا متخاذلين خائنين بائعين الوطن والمواطن …ولكن؟؟!!
الثلاثاء الموافق: ٨/ ١٠/ ٢٠٢٤م
Email: monanon2@gmail.com