اقتصاد
أخر الأخبار

مدارات للناس هاشم عمر فرحة في السجن

مدارات للناس
هاشم عمر

فرحة في السجن

كنت حضورا يوم الأربعاء الماضي لحضور احتفالية كبرى تأتي أهميتها من مغزاها الاجتماعي فقد تلقينا دعوة مع عدد من الاعلامين لحضور إحتفال باطلاق سراح (100)من نزلاء سجن بورتسودان العمومي بحضور اللواء شرطة م خليل باشا سايرين وزير الداخلية المكلف واللواء شرطة عكاشة مدير المكتب التنفيذي لوزير الداخليه وأسرة قوات السجون بقيادة الفريق يأسر ابوزيد مدير قوات السجون والعميد شرطة فيصل مدير قوات سجون البحر الأحمر.والعقيد شرطة د.النميري عبدالله رجل المبادرات النوعية وقلب الداخلية النابض والدكتور محمد عبد الرحيم رئيس إتحاد المصدرين والمستوردين العرب بالسودان.
وحقيقة مثل هذه المبادرات النوعية تفرح وتشرح القلب وتزامن إطلاق النزلاء مع نفحات الايام المباركات.وبحكم تغطيتي لفعاليات الداخلية لمست مدي اهتمام وزير الداخلية بأمر السجون.حيث تم إطلاق عدد من النزلاء بسجن القضارف من قبل. وجاءت كلمة وزير الداخلية للنزلاء لتعزز سياسات وزارة الداخلية لاستمرارية المبادرات النوعية وتوفير بيئة صالحة تراعي حقوق الانسان. داعياً النزلاء للاستفادة من فترة السجن والعودة للمجتع بروح جديدة

وارتبطت السجون في السودان بالحياة الاجتماعية والسياسية.والمعلوم ان السجن مكان تسلب فيه حرية السجين .ولكن في السودان يختلف الوضع فمعاملة السجين تستمد من الحقوق اللتي نص عليها القانون إضافة الى تعاليم الدين الحنيف والمورثات السودانية في احترام السجين.وقد ارتبط السجن بشخصيات أدبية واجتماعية وثقافية كاالمرحوم الشاعر المطبوع مبارك المغربي مدير سجن بورسودان في احدي الحقب صاحب المردود الكبير في دنيا الثقافة والأدب فهو كان اول امين عام للمجلس القومي لرعاية الاداب والفنون وهو مؤلف كتاب (المخطىء الصغير) الذي اصبح مرجعا لكيفية التعامل مع فئة الأحداث صغار المجرمين وقد رفد دوحة الغناء السوداني بالعديد من الأغنيات التي رسخت في وجدان السودانين بل تجاوزت قصائده حدود السودان ولحن له الملحن الكبير رياض السنباطي.

وارتبطت سجون السودان عبر التاريخ بالعديد من المنعطفات في مختلف الحقب السياسية ويأتي سجن بورتسودان العمومي بعد سجن كوبر مباشرة في كونه مسرحا رئيسيا لاحداث كبيرة مرت بالبلادمنذ انشائه مع بداية الانتقال من الميناء من سواكن الي بورسودان في مطلع القرن الماضي
وشهدت جدرانه مرور قوافل النزلاء والمعتقلين السياسيين مثل حسن الترابي والفنان الراحل محمد وردى ووعدد من السياسيين في فترة الحكم المايوي كشاعر الشعب محجوب شريف عندما علم في سجن بورسودان بزيارة زوجته له وتحركها بالقطار من الخرطوم.كتب لها:
في إنتظارك ..
في إنتظارك ..
في إنتظارك ..
وفي شراييني بيدمدم
حس قطارك ..
لو أطير من سجني
وأنزل في جوارك ..
وعنك أمسح بي رموش العين غبارك…فياله من سجن. ويا لها من حكايات خرجت من جدرانه.
ويبقي سجن بورتسودان العمومي معلما بارزا وساحة لتنفيذ العدالة وحكم القانون تحتاج لكثير من الاهتمام والرعاية بتضافر جهود الدولة والمجتمع في جعله مكانا ملائما ومريحا لانسان فقد حريته ويحتاجنا صحيا ونفسيا واصلاحيا إلي حين عودته مرة أخري للمجتمع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى