مقالات الرأي

نبذ خطاب الكراهية؛ ضرورة لبناء وطن آمن ومستقبل مستقر بقلم: بدر الدين عبد القادر

نبذ خطاب الكراهية؛ ضرورة لبناء وطن آمن ومستقبل مستقر
بقلم: بدر الدين عبد القادر

في عالمنا المعاصر، يشكل التعايش السلمي حجر الزاوية لاستقرار المجتمعات وازدهارها. لكن هذا التعايش يواجه تحديات جسيمة، أبرزها خطاب الكراهية الذي يشعل الفتن ويقوض الأمن الاجتماعي. يشهد السودان في الآونة الأخيرة حالة من الاستقطاب الإثني الحاد في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة، ما يهدد وحدة المجتمع واستقراره.

من أبرز أسباب هذا التوتر، خطاب الكراهية الذي يروج له بعض الناشطين عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يعمق الانقسامات بين مكونات المجتمع ويزيد من حالة الاحتقان. هذا الخطاب ليس مجرد تهديد اجتماعي بل جريمة تهدد بقاء الدولة نفسها، إذ يسعى من يروجون له إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وتفتيت الوطن إلى دويلات ضعيفة يسهل نهب ثرواتها. في هذا السياق، يُعتبر نشر خطاب الكراهية بمثابة هجوم على الهوية الوطنية التي يجب أن تبقى عصية على التفكيك.

كما تبرز تجربة رواندا كمثال يحتذى في تجاوز الصراعات العرقية عبر سن تشريعات صارمة ضد التحريض على العنف وتعزيز قيم المصالحة. هذه التجربة تقدم درسًا للسودان في ضرورة تكريس سياسات تعزز من الهوية الوطنية وتنبذ التعصب القبلي والإثني.

من هنا، تبرز أهمية سن تشريعات رادعة ضد خطاب الكراهية في جميع أشكاله، مع تعزيز قيم التعاون والمساواة والاحترام المتبادل. إن التنوع الثقافي والإثني ليس تهديدًا بل فرصة لخلق مجتمع أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات. فكما تقول الحكمة: “تأبى الرماح إذا اجتمعت تكسرا، وإذا تفرقت تكسرت أحدا”.

نبذ خطاب الكراهية والالتزام بتعزيز التعايش السلمي هو السبيل لبناء مستقبل مستقر ومزدهر للأجيال القادمة.
معًا من أجل وطن يسع الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى