*حوار صحفي مع ناظر عموم قبائل الجعليين محمد إبراهيم حاج محمد ود البيه*
في البداية، نرحب بك، السيد الناظر، ضيفًا كريمًا عبر صفحات صحيفة ” الشماء”.
أرحب بكم، وأثمن جهودكم في التوجيه المعنوي، كما أحيي القوات المسلحة السودانية، وعلى رأسها الفرقة الثالثة مشاة التي تمثل رمزًا للوطنية والعزيمة في شندي وكل السودان.
*سيد الناظر، حدّثنا عن دور الإدارة الأهلية ودور نظارة عموم قبائل الجعليين في منطقة شندي*.
الإدارة الأهلية في شندي متجذرة في تاريخ المنطقة، ونحن نعتبر أنفسنا جزءًا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي والعسكري. علاقتنا بالفرقة الثالثة مشاة علاقة وطيدة، فالجيش والشعب في شندي كيان واحد.
مع بداية الحرب، أسسنا اللجنة العليا لدعم وإسناد القوات المسلحة، وعملنا على تعزيز روح الوطنية والانتماء. قانون الإدارة الأهلية الذي وُضع عام 1928 يُعد مرجعًا مهمًا، ونسعى لتطبيقه في إدارة شؤون نظارتنا التي تمتد من شلال السبلوقة إلى نهري عطبرة بمسافة 387 كيلومترًا شرقًا وغربًا. نظارتنا تُعد من أكبر النظارات في السودان، ولها دور حيوي في استقرار المنطقة.
*ما هي القبائل التي تتبع لنظارة عموم قبائل الجعليين وتدخل ضمن نطاق مسؤوليتكم؟*
نظارة عموم الجعليين تضم العديد من القبائل، من أبرزها الجوعية، الجميعاب، والميرفاب. كذلك، هناك قبائل أخرى تعيش تحت مظلة نظارتنا، مثل الشايقية، العبابدة، الحسانية، والفادنية. هذه القبائل تربطها علاقات اجتماعية متينة تاريخيًا، وتتسم بالنسيج الاجتماعي المتماسك.
دورنا في الإدارة الأهلية يتجلى في تعزيز هذا التماسك، وحل النزاعات بأسلوب ودي يحافظ على استقرار المجتمع. نحن نؤمن بأن الإدارة الأهلية ليست مجرد نظام إداري بل هي دعامة رئيسية للحفاظ على السلام المجتمعي.
*كيف تسهم نظارة الجعليين في تعزيز التعايش السلمي وربط القبائل في نسيج اجتماعي موحد؟*
من خلال تأسيس المجلس الأعلى للإدارة الأهلية، عملنا على توحيد صفوف القبائل السودانية. سافرنا إلى غرب السودان لحل النزاعات في مناطق مثل الفولة، لقاوة، ونيالا، حيث نجحنا في احتواء الصراعات وإعادة الوئام.
كان لولاة كردفان إشادة كبيرة بجهودنا، خاصة في قدرتنا على إنهاء العداوات في وقت قصير. نحن نعمل على تعزيز فكرة أن الإدارة الأهلية هي أداة للوحدة والاستقرار، بعيدًا عن الانقسامات السياسية التي قد تؤثر سلبًا على المجتمع.
*ما هو دور الإدارة الأهلية وقبائل الجعليين في دعم القوات المسلحة ومعركة الكرامة؟*
نظارة عموم قبائل الجعليين كانت من أوائل المبادِرين لدعم القوات المسلحة. قبل اندلاع الحرب بثلاثة أشهر، عقدنا اجتماعًا موسعًا ضم شيوخ القبائل، العمد، وشيوخ الحلال، وخرجنا بثلاثة أهداف رئيسية:
1. دعم وإسناد القوات المسلحة في معركتها ضد التمرد.
2. إدانة التمرد وجرائمه ضد الشعب السوداني.
3. نشر السلام والتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية.
نظّمنا مؤتمرًا جامعًا في الدامر خلال سبتمبر 2023، حضرته كافة الإدارات الأهلية من جميع أنحاء السودان. شهد المؤتمر حضورًا كبيرًا، وكان بمثابة رسالة وطنية لدعم القوات المسلحة. أطلقنا قوافل دعم كبيرة، وصلت إلى الفرقة الثالثة مشاة وأم درمان، وكانت هذه القوافل محملة بالمؤن والإمدادات الضرورية.
*حدثنا عن جهودكم تجاه النازحين في شندي.*
مع بداية النزوح من الخرطوم، شكلنا لجانًا خاصة للإيواء. بدأنا باستقبال النازحين في ميدان استاد شندي، حيث قدمنا لهم وجبات طعام أولية، ثم وزعناهم على المنازل. مع تزايد الأعداد، استخدمنا المدارس والمراكز لإيوائهم.
في شهر رمضان، وزعنا أكثر من ألفي سلة غذائية تحتوي على كافة الاحتياجات الأساسية، وكانت من أجود الأصناف. كما استضفنا السفير السعودي، الذي زار شندي ونتج عن زيارته دعم كبير شمل حفر بئرين للمياه، وتجهيز غرفة عمليات طبية متكاملة، بالإضافة إلى غرف عناية مركزة ومتوسطة.
*هل لديكم رؤية لتطوير الإدارة الأهلية في المستقبل؟*
بالطبع، نسعى لتطوير الإدارة الأهلية من خلال إنشاء مجلس حكماء. هذا المجلس سيكون مسؤولًا عن التدخل السريع في النزاعات قبل أن تتفاقم. الإدارة الأهلية ليست كيانًا سياسيًا بل هي مؤسسة مجتمعية تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار وربط النسيج الاجتماعي وحل الخلافات بطريقة ودية.
نسعى أيضًا إلى تفعيل دور الإدارة الأهلية في دعم مشاريع الشباب الإنتاجية، خاصة في ظل تزايد الهجرة والنزوح. نؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو مفتاح استقرار السودان وتنميته.
*ما هي رسالتك للإدارة الأهلية والقبائل؟*
رسالتي للقبائل هي الابتعاد عن النزاعات والصراعات، وعدم السماح للسياسة بتفريقهم. الإدارة الأهلية هي بوتقة تجمع الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم.
أما للقوات المسلحة السودانية، فأقول: أنتم صمام أمان هذا الوطن، ونحن نقف خلفكم بكل قوة. أهنئ الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على الانتصارات التي تحققت، وأحيي الفرقة الثالثة مشاة في شندي على جهودها البطولية.
ختامًا، شكرًا جزيلًا لك، السيد الناظر، على هذا الحوار القيّم.
الشكر موصول لكم ولجهودكم في تسليط الضوء على هذه القضايا المهمة التي تمس الوطن والمجتمع.