اخبار عالمية
أخر الأخبار

أكبر عملية اختراق استخباراتي في أفريقيا: السودان نموذجاً*

*أكبر عملية اختراق استخباراتي في أفريقيا: السودان نموذجاً*

كشف الخبير الإستراتيجي كارلوس، ذو الأصول اللاتينية، عن واحدة من أكبر عمليات الاختراق الاستخباراتي في القارة الأفريقية، والتي اعتبر أنها وقعت في السودان. وأشار إلى أن شخصيتين بارزتين لعبتا دوراً محورياً في تسهيل هذا الاختراق، مما جعل الدولة السودانية مكشوفة أمام قوى خارجية وأطراف دولية ذات مصالح متشابكة.

*الجاسوس الأول: الفريق طه عثمان – الصندوق الأسود للنظام*

أولى الشخصيات التي أشار إليها كارلوس هي الفريق طه عثمان الحسين، مدير مكتب الرئيس السوداني السابق عمر البشير، والذي وصفه بـ”الصندوق الأسود” لأسرار الدولة. ووفقاً لتقديراته، فقد امتلك طه حسين اطلاعاً عميقاً على أدق التفاصيل المتعلقة بمفاصل الحكم والملفات السيادية الحساسة. وتمكن، رغم نفوذه الواسع داخل أروقة النظام، من الفرار بمهارة من قبضة البشير، تاركاً خلفه شبكة معقدة من العلاقات والارتباطات التي استُغلت لاحقاً في تنفيذ مخطط الاختراق.

*الجاسوس الثاني: د. عبدالله حمدوك – هندسة التحالفات الخارجية*

أما الشخصية الثانية التي حظيت بتركيز خاص فهي الدكتور عبدالله حمدوك، الذي تولى رئاسة الوزراء في مرحلة ما بعد الإطاحة بالبشير. وبحسب كارلوس، استطاع حمدوك تأسيس حكومة تضم عناصر أجنبية وتشكيل تحالفات مع قوى دولية وإقليمية، ما جعله قادراً على اختراق مؤسسات الدولة السودانية بعمق. هذه التحركات – وفقاً لتحليلات الخبير – لم تكن عشوائية، بل جزء من استراتيجية محكمة هدفت إلى إضعاف الدولة وتهيئة الأرضية لتدخل خارجي أكثر تأثيراً.

*السودان بين قبضة التحالف الدولي ومفاجآت الجيش*

يرى كارلوس أن هذه الاختراقات جعلت السودان مكشوفاً بالكامل، مما سهّل على التحالفات الدولية وضع خطة للاستيلاء على السلطة. وقد بلغت هذه المخططات ذروتها في 15 أبريل، حيث كان من المتوقع تنفيذ انقلاب سريع ومباغت يستهدف القضاء على قيادة الجيش السوداني في غضون لحظات، إلا أن الأمور لم تسر وفقاً للتوقعات.

على خلاف الحسابات الدولية، واجهت قوات الدعم السريع وتحالفاتها مفاجآت قلبت موازين القوى. فقد اتضح أن القوات المسلحة السودانية تمتلك قدرات عسكرية متطورة وإمكانيات تقنية وبشرية تفوق تقديرات المحللين. كما أن بنية الجيش السوداني لم تكن مجرد واجهة سطحية؛ بل كان يمتلك شبكة محصنة تحت الأرض، تضم تحصينات استراتيجية معقدة، ما جعل الوصول إلى مراكز القيادة أمراً بالغ الصعوبة.

*القيادة العامة: الحصن الحصين*

وفقاً للتقارير، كان الاعتقاد السائد أن استهداف مقر إقامة قائد الجيش السوداني والقضاء عليه سيكون مهمة سهلة نظراً لعنصر المفاجأة. إلا أن المفاجأة الكبرى كانت قدرة القائد على الإفلات من قبضة المهاجمين والوصول إلى القيادة العامة، التي تبين لاحقاً أنها محصنة بالكامل وبعيدة عن متناول القوات المتمردة. حتى القواعد الجوية مثل قاعدة وادي سيدنا، التي اعتُقد أنها ستسقط سريعاً، ظلت صامدة بفضل امتلاك الجيش أنظمة دفاع جوي متطورة.

*انهيار المخطط الدولي وصمود الجيش السوداني*

أمام هذا الصمود غير المتوقع، أصيب قادة التحالف الدولي بحالة من الذهول والإحباط. ووفقاً لما كشفه كارلوس، فإن رئيس لجنة التنسيق الدولية عبّر عن غضبه الشديد بعد فشل اقتحام القيادة العامة وعجز قوات الدعم السريع عن تنفيذ مهمتها. وبات واضحاً أن المخطط الذي كان يُعتقد أنه سيُحسم خلال ساعات قد اصطدم بواقع مغاير تماماً.

وفي محاولة أخيرة لتعويض الفشل العسكري، أعطت الجهات الداعمة تعليماتها لقوات الدعم السريع بتدمير البنية التحتية واستباحة مؤسسات الدولة. وقد استغلت هذه القوات تفوقها في المجال التقني وامتلاكها خرائط دقيقة للمنشآت الحيوية والشبكات الاستراتيجية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتحقيق أهداف الانقلاب.

*السودان: نحو نقطة تحول تاريخية*

يختم كارلوس تحليله بالإشارة إلى أن ما حدث في السودان ليس مجرد معركة عسكرية، بل هو لحظة فاصلة في تاريخ أفريقيا. فقد أكسب هذا الصمود الجيش والشعب السوداني احتراماً عالمياً، وكرّس صورة السودان كقوة إقليمية صاعدة. ويؤكد أن السودان، رغم المحن، سينهض كقوة مؤثرة، مما قد يعيد رسم موازين القوى في القارة الأفريقية ويضع حداً لمحاولات الهيمنة الخارجية.

بهذا التحليل العميق، يبرز السودان كمثال حي على قدرة الدول على مقاومة المشاريع الخارجية، ويؤكد أن إرادة الشعوب وجيوشها الوطنية قادرة على تغيير المعادلات الدولية مهما بلغت قوة الخصوم وتعقيد المخططات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى