الأخبار

مالك عقار يبعث رسالة مفتوحة الى الرئيس الكيني

مالك عقار يبعث رسالة مفتوحة الى الرئيس الكيني

المصدر/السودان نيوز

أرسل مالك عقار رسالة مفتوحة إلى الرئيس الكيني ويليام روتو، مشيراً إلى أهمية الاستماع إلى كبار القوم، مستشهداً بمثل سواحيلي يقول: “من لا يستمع إلى كباره، يُكسر ساقه”. تأتي هذه الرسالة في وقت حساس، حيث تتعرض المبادئ التي أسس عليها الاتحاد الأفريقي، والتي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار بين الدول الأعضاء، للاختبار. فقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن هناك انتهاكات صارخة لهذه المبادئ، مما يثير القلق حول مستقبل التعاون الإقليمي.

خلال الفترة من 10 إلى 14 يونيو 2023، عُقد اجتماع لقادة دول الإيقاد في جيبوتي، حيث تم طرح خطة طريق تتضمن إمكانية تدخل القوات في النزاعات الإقليمية. ومع ذلك، فإن الرئيس روتو، بدوافع غير معلنة، قام بتشكيل آلية رباعية تضم كلاً من جنوب السودان وجيبوتي وأوغندا وكينيا، مع تعيين كينيا كرئيسة لهذه الآلية. هذا القرار اتخذ بشكل أحادي ودون موافقة الحكومة السودانية أو حتى تصديق جمعية الإيقاد، مما يعكس تجاهلاً صارخاً للمظالم المشروعة للسودان.

إن هذه التصرفات لا تعكس فقط عدم احترام سيادة السودان، بل تشير أيضاً إلى تدهور العلاقات بين الدول الأعضاء في الإيقاد. إن تجاهل المفاوضات والتفاهمات المتفق عليها يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من حدة التوترات. لذا، فإن الرسالة التي بعث بها مالك العقار تمثل دعوة ملحة للرئيس الكيني وللقادة الآخرين في المنطقة للاستماع إلى الأصوات المختلفة والعمل نحو تحقيق السلام والاستقرار بدلاً من اتخاذ خطوات أحادية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات.

في الرسالة المفتوحة الموجهة إلى الرئيس الكيني، أعرب مالك عقار عن قلقه العميق بشأن التصريحات والأفعال التي قام بها الرئيس وليام روتو خلال الاجتماع الاستثنائي للإيقاد الذي عُقد في أوغندا في 18 سبتمبر 2024. حيث أشار إلى أن روتو قد أدخل قضايا السودان في نقاشات لا تتعلق بالموضوع الأساسي، مما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة. وقد اقترح روتو أن يجلس زعيم قوات الدعم السريع، الذي يُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية، على كرسي السودان لتمثيله، وهو ما يُعتبر انتهاكاً صارخاً لمبادئ الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التي تمنع مشاركة جهات غير حكومية في الاجتماعات الرسمية.

وأكد مالك عقار أن هذا الاقتراح لا يُعد فقط خرقاً لمبادئ السيادة، بل يُقوض أيضاً الحكومة الشرعية في السودان. كما أشار إلى أن الرئيس روتو قد أدلى بتصريحات مهينة حول الصراع في السودان، مما يزيد من حدة التوترات ويعكس عدم احترامه لسيادة الدول الأخرى. وقد أبدى عقار استغرابه من تصرفات روتو، خاصة في ظل التأكيدات المتكررة من الاتحاد الأفريقي على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسيادته، كما تم التأكيد عليه في قرارات الاتحاد في 14 فبراير 2025.

ومع ذلك، بعد أيام قليلة من تلك التأكيدات، سمح الرئيس روتو لعناصر من قوات الدعم السريع بالاجتماع في نيروبي بهدف تشكيل حكومة موازية في السودان. هذا التصرف لا يُعتبر فقط انتهاكاً لمبادئ الاتحاد الأفريقي، بل يُضعف أيضاً من موقف كينيا كوسيط للسلام في المنطقة. وقد دعا مالك عقار الرئيس روتو إلى إعادة النظر في سياساته والتصرف بحكمة، مشدداً على أهمية احترام سيادة الدول وضرورة العمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.

اشار عقار إلى أن كينيا تواجه تحديات داخلية جسيمة تتطلب اهتماماً عاجلاً. وأكد أن من بين هذه التحديات ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وانتشار الفقر، بالإضافة إلى المطالب المتزايدة بالشفافية والمساءلة. وطرح تساؤلات حول كيفية قدرة الرئيس روتو على التوسط في الأزمات السودانية بينما لم يختبر بنفسه الأوضاع العنيفة التي يعاني منها السودان حالياً. وأوضح أن الشعب السوداني لديه القدرة على مواجهة مشكلاته بنفسه، وأن الأولوية يجب أن تكون لوقف النزاع بدلاً من الدعوات لإنشاء حكومة موازية.

انتقد مالك العقار سلسلة الإجراءات التي اتخذها الرئيس روتو، مشيراً إلى أنها تمثل اتجاهاً مقلقاً نحو التدخل الخارجي في الشؤون السودانية، وهو ما قد يؤدي إلى تقسيم البلاد. وأشار إلى أن هذا النوع من التدخل محظور بموجب ميثاق الاتحاد الأفريقي، وقد تم إدانته من قبل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد. وطرح تساؤلات حول دوافع كينيا للتدخل في الشؤون الداخلية للسودان، في الوقت الذي تتوقع فيه عدم تحمل أي عواقب نتيجة لذلك، مما يثير القلق حول استقرار المنطقة.

كما أبدى مالك العقار قلقه من دعم الحكومة الكينية لقوات الدعم السريع، التي تُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. واعتبر أن هذا الدعم يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول التزامات كينيا تجاه مبادئ الاتحاد الأفريقي. وأكد على ضرورة التفكير في العواقب التي قد تترتب على هذا الدعم، وكيف يمكن أن يؤثر على سمعة كينيا في الساحة الدولية، بالإضافة إلى تأثيره على جهود السلام والاستقرار في السودان.

أكد عقار أن الحلول لمشاكل السودان يجب أن تكون بيد الشعب السوداني نفسه، وليس تحت تأثير القوى الأجنبية أو الأفراد الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية. وأشار إلى أهمية الالتزام بمبادئ الاتحاد الأفريقي التي تدعو إلى المساواة في السيادة، وضرورة معالجة القضايا الأفريقية من داخل القارة، مما يعكس رؤية واضحة لمستقبل السودان.

وأوضح عقار أن السودان، طالما أنه يلتزم بهذه المبادئ الأساسية، فإنه يملك الحق في طرح قضاياه أمام الاتحاد الأفريقي، الذي يتمتع الآن بقيادة جديدة. وأعرب عن أمله في أن يتمكن السودان من تحقيق العدالة والمساءلة بشكل عادل، مما يعكس التزامه بمبادئ الحكم الرشيد وحقوق الإنسان.

في ختام رسالته، دعا عقار إلى الالتزام بمبدأي المساواة في السيادة وحل القضايا الأفريقية داخلياً، مشدداً على ضرورة عدم تفاقم الأزمات من خلال التدخلات الخارجية. وأكد أن هذه المبادئ يجب أن تكون الأساس الذي نبني عليه تحركاتنا المستقبلية، لضمان استقرار السودان وازدهاره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى