مقالات الرأي

وزير الداخلية وإصلاح معتمدية اللاجئين!!

وزير الداخلية وإصلاح معتمدية اللاجئين!!

في الدول النامية نادراً ما تجد الوزير أو المسؤول يهتم ما يكتبه الرأي العام ، فأغلب الوزراء لا يهتمون بهذا الأمر بل أكثرهم يُكابرون ، فهذه الخصلة نجدها منتشرة في دول العالم المتأخر . وقليل جداً من يهتم بذلك فألمسؤول الذي يتابع القضايا التي تمسّه بصورة مباشرة أو تقع على عاتقه إدارة ملفات تم إنتقاده فيها ومع ذلك فتح مكتبه لتمليك الرأي العام ما يُكتب عنه إن كان خيراً أو عكس ذلك فهذا حقاً هو المسؤول الذي يستحق الجلوس على هذا المنصب .

منذ أول تحقيق نشرناه مدعوماً بالمستندات إنتقدنا فيه معتمد اللاجئين ونائبه المنتدب فبدل أن يتم التحقيق في ما ذكرناه أو تفنيده وهنا سأوضح للأمانة حقيقة ما قال مجيب الرحمن نائب معتمد اللاجئين المكلف وما قاله وزير الداخلية اللواء سايرين ؛ قال مجيب الرحمن في إجتماع مشهود برئاسة معتمدية اللاجئين تعقيباً على ما نشرناه عبر موقعنا : ( الكلب ينبح والجمل ماشي ) تخيّلوا هذه العقلية التي تدير معتمدية اللاجئين فعلياً . قال وزير الداخلية اللواء سايرين عن الإصلاح في الجمارك : ( مكتبنا مفتوح لكُتاب الرأي العام والصحفيين ) منذ أن قرأت هذا التصريح علمت إنَّ قضية معتمدية اللاجئين لن تمر مرور الكرام بل سيضع لها الوزير سايرين حلاً ناجعاً يحفظ للدولة حقها ويعيد للمظلومين حقوقهم .

نشرنا بكل مهنية وشفافية قضية تهم كل السودانيين ، خاصةً بعد تمرد مليشيات ال دقلو الإرهابية ؛ حيث إعتمدت قوات الدعم السريع المارقة على الألآف من اللاجئين والأجانب والمرتزقة عابري الحدود الأمر الذي ساهم في تأجيج الصراع وتوسعة رقعة الحرب . قمنا بنشر تحقيقات وتجاوزات ساهمت في إستشراء الفساد الإداري الذي بلا شك أضعف إدارة معتمدية اللاجئين متمثلّة في الأستاذ موسى عطرون ونائبه المكلف مجيب الرحمن وهما سبب رئيس في بلوغ الحال لما هو عليه الآن .

بعد يومين فقط من سلسلة ملفات الفساد الإداري تحرّك اللواء سايرين وزير الداخلية وأصدر قراراً بتكوين لجنة لمراجعة التجاوزات بمعتمدية اللاجئين ومِن باب مَن لا يشكُر الناس لا يشكُر الله عبر هذه الزاوية التي تناولت ملف اللاجئين بكل مهنية وإقتدار وإستطاعت تسليط الضوء على مجريات الأحداث ؛ نشكر وزير الداخلية سايرين على تفاعله الكبير والسريع مع قضية تختلف عن كل القضايا ؛ وليس غريباً على وزير الداخلية المتابعة الدقيقة لأنَّ خلفيته الأمنية ساهمت في فهم مجريات الأحداث وتمرد المليشيات المدعوم باللاجئين خاصةً ( النوير ) الذين يصوّبون المدفعية تُجاه قواتنا المسلحة والمواطنون .

كنت على يقين تام بأنَّ وزير الداخلية لن يتأخر في حسم العبث الذي تسير فيه معتمدية اللاجئين وقناعاتي نابعة من موقفه الذي أعلنه ومنذ قدومه لمحاربة الفساد والتجمعات والشُلليات ولعمري هذا ما نجح فيه ، وحتى نعطي الرجل حقه الأدبي ؛ قمنا بدراسة ملف اللجوء وبدأنا النشر لأهميته ودوره في الأمن القومي السوداني ؛ بعد يومين فقط من سلسلة مقالاتنا لما يحدث في أروقة معتمدية اللاجئين ، أصدر الوزير سايرين قراراً بتكوين لجنة تضم في عضويتها وطنيين ومخلصين برئاسة اللواء سامي الصديق مدير الإدارة العامة للسجل المدني ، نجح الرجل في إدارة هذه اللجنة بمساعدة مقرر اللجنة وبقية الأعضاء فكان لتفاعلهم وإيمانهم مع هذه القضية الدور الكبير في تقديم التوصيات المناسبة لمعالجة الإختلالات التي إفتعلها موسى عطرون ونائبه المكلف المنتدب .

بدأ الوزير الإصلاحات ومنذ قدومه في وضع لبنات الإصلاح داخل هيئة الجمارك والتي على إثرها تناولت قضية معتمدية اللاجئين وكنت على يقين بأنّ التغيير وإحقاق الحق داخل معتمدية اللاجئين سيتم على يد الوزير سايرين الذي تعامل بمهنية شديدة وهذا ما سيشاهده موظفي معتمدية اللاجئين الذين تم ظلمهم ، فتوصيات لجنة سايرين سيتم تطبيقها وسيتابعها الوزير بنفسه ؛ الذي أكدَّ أنَّ يتم التحقيق بأسرع ما يكون وحفظ هيبة الدولة وأمنها القومي وتثبيت أركان معتمدية اللاجئين ومحاسبة كل من أفسد .

حقيقةً الإصلاحات التي قادها اللواء سايرين في هيئة الجمارك جعلتني مطمئن للغاية أنَّ ما أكتبه في هذه الزاوية لن يمر دون توقّف من الوزير الذي حقاً لم يخذل الحق ، إنتقدنا ضعف معتمدية اللاجئين بكل مهنية ونشرنا فساد يُشيب له الرأس فكان الوزير يتابع ذلك ولأنه رجل متشعّب بالقانون أراد أن يتم التحقيق وتنفيذ القانون دون أي إستثناء ومعالجة الإشكاليات التي وقع فيها موسى عطرون ونائبه المكلف المنتدب مجيب الرحمن .

ورشة الوجود الأجنبي التي عقدتها وزارة الداخلية لم تغفل مشاركة اللاجئين في الحرب ودورهم في توسيع نطاق التمرد عبر الأعداد الضخمة للمشاركين في الحرب ؛ من هذه الورشة وضع الوزير ملف معتمدية اللاجئين ملفاً أمنياً يجب أن يُدار بطريقة تحفظ حق الدولة ومواطنيها وتحفظ للاجئ حقه أيضاً ؛ كما أن ضعف الإعلام في تسليط الضوء على هذه القضية أثّر حقيقةً في غياب ما يدور بداخل أروقة المعتمدية وعندما علم الوزير بالتجاوزات التي قرأها بنفسه أصدر قراره في بتشكيل لجنة تحقيق للتجاوزات وفي هذا الصدد نقول : الوزير سايرين كان يُتابع بنفسه ما يُكتب ولم يعتمد على التقارير المكتوبة بل ظلَّ حريصاً على قراءة مقالات الرأي والتحقيقات الأمر الذي ساعده في تكوين اللجنة سريعاً وخلال ما علمناه من مصادرنا أنَّ قضية معتمدية اللاجئين سيتم حلها بصورة جذرية وإنصاف كل متضرر وإيقاف كل من أفسد وأجرم في حق البلاد .

الشُكر لوزير الداخلية الذي وضع بصمته في قضايا الوجود الأجنبي وإشرافه المباشر على تنفيذ توصبات الورشة الشهيرة ، كذلك دوره الكبير في الإصلاحات داخل الجمارك ، كما لا ننسى دوره في السجل المدني ؛ وأخيراً ملف اللاجئين وتنفيذ مصالح الدولة التي فشل فيها موسى عطرون ونائبه المنتدب المكلف مجيب الرحمن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى