مقالات الرأي
أخر الأخبار

أضواء عيسى المهدي “نصر من الله وفتح قريب” مباني صحيفة “القوات المسلحة” طاهرة من دنس الاوباش

أضواء

عيسى المهدي

“نصر من الله وفتح قريب”

مباني صحيفة “القوات المسلحة” طاهرة من دنس الاوباش

الشعار اعلاه ظل ولعقود من الزمان يزين صدر صحيفة القوات المسلحة، شعارها المكتوب او كما هو معلوم في العرف الصحفي، ومن قرائن الامور أن يكون ذات الشعار عنوانا لملحمة الكرامة الوطنية يردده ابطال القوات المسلحة، والشعب السوداني على حد سوا، هذا الشعار برع فيه الذين بذروا هذا النبت الطيب وتم اختياره بعناية وتخصيصه ليكون عنوانا لهذه الصحيفة العريقة التي تعاقب عليها اجيال، واجيال حملوا الراية وحرصوا على تبليغ الرسالة الصحفية بكفاءة ومهنية، منهم من قضى نحبه وارتقى شهيدا ضمن منظومة معركة الكرامة، “الشهيدين ناصر عبدالنبي، وسهل علي بابكر”، وآخرون اصطلوا بجحيم الاسر والاعتقال في اتون اشباح مليشيا آل دقلو الارهابية كالزميل محمد نورالمدينة وشخصي بعد ان منا الله علينا بلطفه، وفي البال سعادة اللواء محمد عجيب رئيس التحرير الاسبق رد الله غربته، واخرون وافتهم المنية واجل الله المحتوم، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وفي هذا الخضم كان الحرم الاعلامي، الرياضي الاستاذ على الزغبي مهموما كما الزميل محمد فرحنا، وعلى مستوى الادارة العامة للتوجيه المعنوي، وادارة الاعلام العسكري بالتوثيق لهذه المسيرة العامرة، من ضمنها مبادرة الاحتفال باليوبيل الذهبي للصحيفة الذي حالت دونه هذه الحرب اللعينة، بالرغم ما تم بشأنه من اعداد وزخم كبير.
وبينما اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع على آخر مستجدات الساحة، وراهن الاحداث في البلاد، في صعيدها السياسي والعملياتي اذا بمقطع فيديو يصلني من السيد رئيس التحرير يحمل بشريات تطهير مقر الصحيفة من دنس التمرد، وقد حمل الفيديو مدى الدمار الذي تعرضت له مباني الصحيفة، وآثار التخريب التي طالت بنيتها التحتية، جراء التدوين المتعمد من قبل المليشيا المتمردة وتحويل البناية بكاملها الى حطام، ومن خلال ذلك استرقت النظر اذا بالساعات الاولى لاندلاع الحرب تطل برأسها وتذكرني اصعب اللحظات التي استقبل فيها رئيس التحرير الرائد مبارك يحي، ومدير التحرير احمد عبدالله جماع وابل الرصاص الذي امطروا به من قبل عصابات المليشا الارهابية، مع العلم أن كلا رئيس، ومدير التحرير سلاحهما المنتوج الفكري “القلم والكيبورت”، ومن زاوية اخرى يقرأ استهداف المليشيا المتمردة لهذه الصحيفة في سياق الحرب الاعلامية التي استخدمتها المليشيا ومعاونيها آلة حربية اكثر فتكا بالشعب السوداني في هذه المعركة وادارتها عبر غرفها الاعلامية المضللة بخبث بقدرما حشدوا وسخروا لها من امكانيات.
وبالرغم من آثار الخراب والدمار التي لحقت بمباني الصحيفة والركام الذي خلفته ايادي المليشيا الآثمة، بيد ان استعادة هذه الموقع من قبل ابطال القوات المسلحة، والقوات المساندة لها، يشكل رمزية وقيمة معنوية كبيرة لمنسوبي المؤسسة العسكرية ككل، والصحيفة على وجه الخصوص، رمزية لا تقل شأنا من استعادة منازل الشعب السوداني التي شردوا منها مرغمين جراء استهداف وممارسات وانتهاكات عناصر المليشيا المتمردة ونهب ممتلكاتهم بزعم الديمقراطية وشعارات جوفاء ما عادت تنطوي على هذا الشعب المعلم، وكل صاحب عقل ورأي سديد.
ومهما يكن في الامر من هول وغرابة يبقى الامل معقود وعلو الهمة من قبل منسوبي هذه المؤسسة الصحفية العريقة، مسنودة بعناية الله ورعاية واهتمام قيادتها الرشيدة، وتوجيهاتها الصائبة لاعادة اعمار ما دمرته الآلة الحربية للمليشيا واعوانها، نعم لقد استطاعوا فعل ذلك، ولكنهم لم يستطيعوا تدمير ما تحمل العقول، وبعون الله ننهض شامخين من بين الركام وسنعيدها سيرتها الاولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى