الأخبار

*كتب: محمد حامد جمعه نوار* *الشهيد/الرئد مهندس مهند*

*كتب: محمد حامد جمعه نوار*

*الشهيد/الرئد مهندس مهند*

نقص لكم اليوم جانب من ملامح شهيد . نكمل بناقص حرفنا وشحيح مدادنا القاصر عن قامته ما تيسر . لنذكر الناس أن أخبار الفتوحات والإنفتاحات التي هي عند البعض ضمن سلوك النقل والتناقل . يهرعون بعدها بأشواق العودة يقيسون المسافات بين الديار والحنين . ثمنها وتكلفتها أحيانا ومهرها أرواح شباب نضير .ورجال حتى بعد وفوا في مواقع سبقت طاروا خفافا لأخرى . منهم هذا الشهيد الذي بعد تطواف بين فرق الجيش ووحداته في سنجة وكادوقلي والكلية الحربية .ومعهد الكدرو والمهندسين . رفع تمامه الأخير في مقام الشهادة ببحري . فك هناك شفرة سر الهوى .ليسقط رأسه هذه المرة في ميلاده الثاني يكمل الأول الذي كان في (الصابونابي) بولاية سنار .
2
الشهيد الرائد مهندس مهند اسماعيل محمد الذي استشهد في معركة تحرير ابراج الحجاز يوم امس .خريج هندسة الجيش . الذي كان من أبطال أيام العسرة قبل إلتحام أمدرمان الشهير . حين جمرته الأيام بالصبر والثبات إلى إن انطلق مع أخوانه كريح البشارات . ليقصد بعد (بحري) ما ركن إلى خيار الراحة أو (التصرف) بكونه أدى واجبه وأنجز فرضه ومثله عشرات عشرات أعرفهم . ضباط وجنود . مجاهدون مستنفرون . لا يحملهم مركب إلا ليضعهم على مواجهة ووجهة أخرى . كأنهم على عهد ووعد غير معلن وفي مع سر محفوظ لا تطاله مراصد الاباعد وتدركه تفاصيل معلومة بين العارفين من هؤلاء الرجال الطوال .بأعناقهم بعيدة الإبصار مديدة الرفعة لما لا نشاهد ونرى .
3
فرحنا جميعا بالحجاز والمشرق .وأعيننا على درة الجيش التي على حافة النهر (الإشارة) وهم بعون الله وبإذنه سيبلغونها و(الشمس فوق) وثبة ضمن عبور كبير للنهايات المجيدة . سيمضي أخوان (مهند) وقد تركوه خلفهم .ما بكوه بالنواح وإنما سيحملون روحه كرأس راية وعزيمته كمزود للأمام . وفي كل متر يقبرون أخر إلى أن يبلغ الأمر تمامه .ثم يعودون تتوزع بهم الأيام والحكايات لمن تبقى منهم والرتب والانتقالات وربما (الإحالات) ويعود لنا الوطن جميل وسيم . عفيف شريف نظيف . ربما سنذكرهم ـ وأرجح أن الأغلبية ستفعل ـ وربما سينساهم البعض ففي كل أمة قلة جاحدة ولكل رسول فئة ضالة مكذبة .
4
سادتي . عند كل فتح ونصر . اكثروا ما أستطعتم الإمتنان لهؤلاء الشباب . هذه المسافات التي يقطعون إنما يرملون طرقها بأرواحهم . شباب مؤهلون متميزون . سيرة ومسيرة .لذا حينما تعودوا لدياركم ..ترفقوا بالمسير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى