الأخبار

ولاية سلفاكير القادمة كيف ننظر لها ؟

بقلم هدية على
لعل تسارع الاحداث بالداخل السودانى وطغيان ايقاع الحرب على كل شئ يجعل البعض لاينظر بعمق الى مايجرى ويعتمل فى دولة جنوب السودان الان
جنوب السودان دولة حديثة وارتباطها بالسودان مسالة مصيرية لا نفككا منها وكل المحاولات لاعادة رسم واقع جديد لعلاقات البلدين وتغيير مصير المصالح المشتركة امر حتما مكتوب عليه الفشل
وللحقيقة على الرغم من ان البترول اليوم هو الورقة الاساسية فى قياس تطورات العلاقة غير ان الراجح ان المصالح الاخرى اكبر بكثير وهذه الحقيقة يدركها شعب البلدين والحكومتين معا الامر الذى يجعل من اهتمامنا بتفاعلات الشان الجنوبى الداخلى مسالة فى غاية الاهمية لكون السودان هو الدولة الوحيدة المستفيدة من استقرار الجنوب وليس بعيدا عن تطورات الحرب الراهنة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع ووجود عناصر من جنوب السودام تقاتل الى جانب المليشيا ضد الجيش فان ملفات الجنوب برمتها خصوصا المتعلقة بالجوار مصيرها معلق بالولاية القادمة لسلفاكير.
وثمة سؤال يفرض نفسه وهو هل الجنوب الان مهيئة لاعادة انتخاب الرئيس ومنحة تفويض لولاية اخرى ام ماذا هناك؟
نقول ان المسالة فى صورتها العامة لاتخلو من اطماع اخرى وهذه مسالة عادية اذا وضعنا فى الاعتبار ان هناك قيادات عديدة بالجنوب ترى انها صنعت الاستقلال ولها فيه نصيب الاسد غير ان صناعة الاستقلال شئ وحكم الجنوب شئ اخر فالجنوب دولة وليدة خرجت من حرب طويلة تحتاج الكثير لرسم سياساتها الداخلية والخارجية وفى مقدمتها الامساك بملف الاستقرا الداخلى وهو ملف امنى معقد تفرض التعقيدات الطريقة التى كونت بها المليشيات او القوات القبلية والمناطقية مع تراجع فى التعليم بسبب ظروف الحرب كلها جعلن الاولوية لاعادة صياغة القوات لبناء جيش وطنى وقوات نظامية اخرى لتكون صمام الامام لاستقرار الدولة وهذا الهدف على الرقم من مرور سنوات على الاستقلال فان الرئيس سلفاكير ومعاونيه لايزالون يضعونه فى مقدمة الاولويات فالجيش يحتاج الكثير من عمليات التحديث ليواكب الجيوش المتقدمة فى المنطقة كما تعتبر قضية الاقتصاد مسالة بالغت الاهمية حيث لايزال المورد الاساسي وهو مورد موروث من السودان القديم وهو البترول وهو مورد فى حاجة لتطوير حيث لم يوسع الجنوب استثماراته فى مجال النفط ولايزال بترول ولاية جونقلى وهو من افضل خام البترول فى الجنوب فى تحت الارض لم يستقل بعد بالصورة المثلى حيث تعتبر بلوكان (بى وسى ودى) من اهم مربعات النفط واغناها بالجنوب البنيان التحتية من طرق وسكة حديد تبقى ايضا من التحديات المهمة غير ان الاهم هو تعزيز العلاقات مع دول الجوار وفى مقدمتها السودان فالحرب الحالية كشفت ان السودان فى حاجة لجنوب السودان وان التكامل المستقبلى فى قضايا امن الحدود مسالة لابد منها بجانب تنشيط التجارة وفتح المنافذ وقيام مناطق حرة فاعلة تعزز فرص الاستفادة من ميناء كوستى ومطار نيالا فى عملية التبادل التجارى وتحقق الفوائد المشتركة وهذا الامر يحتاج الى حكومة قوية وراسخه يقودها رجل قادر على جمع شتات الجنوبيين واعتقد ان الامثل لهذه التحديات اجمالا وللمرحلة القادمة فى دولة الجنوب هو الرئيس سلفاكير وما يحتاجه كير ان ينفتح على الشباب اكثر ويجذب الخبرات ويمنحهم فرص التدريب الكافية لقيادة الدولة
ويجب ان لا ينشغل السودانيين بمشاركة مواطنيين من الجنوب فى الحرب الحالية فهى فى تقديرى ظاهرة عرضية واعمال فردية قائمة على المصالح الذاتية وستزول حالا كفقاعات المياه
نقول هذا من باب ان الرئيس كير بات يتمتع بقدر كبير من الذكاء السياسية والحكمة فى ادارة الامور واختلفت طريقة تعامله مع خصومة التقليديين من ضباط الحركة الشعبية سابقا واصبح ينظر بعين مختلفة لايقاع الحياة السياسية الداخلى للجنوب ولمحيط الجوار الاقليمى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى