
اشراقات
انتصارجعفر
المواقف الصعبة.. وخيار الوطنية ..
تتسارع الأحداث والخطى في ظل خضم الحرب اللعينة التي دمرت كل شيء جميل ….وفي ذات الوقت كشفت عن المستور..وتمايزت الصفوف وعرف الحق من الباطل والخبيث من الطيب والوطني الغيور الشريف الذي يعشق ترابه لأنها فقط أرضه وعرضه وشرفه وكرامته..ومن عديمي الوطنية العملاء والخونة والمأجورين…والصنف الثالث الذي يتعامل بجهالة وقصور فكري ووعي محدود وبصيرة غير نافذه ..وهنا (بيت القصيد)..الذين يصطادون في الماء العكر ويكونوا كالدمي وأدوات لإثارة الفتن والمشاكل لإغراق السودان في بحر من المصاعب لمزيد من تفجير الشحنات السالبة في ظل ظرف استثنائي يمر به سوداننا الحبيب المغضوب عليه من قوى الشر التي تحيط به من كل جانب طمعا في نيل ثرواته الغنية ومقدراته الفريدة العظيمة …لذلك كلما أنهى مشكلة في موقعا أوقدوا نيران من الفتن والمشاكل ..حتة لا ينعم بالاستقرار وهم الأخطر لأنهم يعملون في الظل ويضربون تحت الحزام لانهم أقذام لا يملكون سوى الجبن ..ولكنهم ينتشرون كالنار في الهشيم.. مقطعين أوصال المجتمع ..
والشاهد الآن الحرب في السودان ليست بين قوات الشعب المسلحة السودانية الباسلة حامي الحمى ومن خلفها الحركات المساندة لها والإسناد الشعبي العريض.. وبين مليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة المدعومة بالاسلحة الثقيلة والمسيرات..فقط بل حرب شاملة في كل أوجه الحياة السودانية من أجل
مسح هوية وإرث وثقافة إنسان السودان صاحب الخصال النبيلة والعقلية الراجحة والفكر الثاقب .حرب سياسية شعواء وحرب اقتصادية لضغط و(خنق) الإنتاج حتي تكون المحصلة الإنتاجية(صفر)..فتصبح ورقة ضغط لتركيع الشعب وإذلاله لأن المال عصب الحياة …
ثم تأتي حرب الإعلام.. وهي السلاح الأقوى بعد (الرصاص) …
لأنه يقود فكر وعقلية المجتمع ..
والآن هو سيد الموقف في إعلاء شأن الوحدة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي والتلاحم المجتمعي بعيدا عن النعرات والتعصب القبلي الأعمى الذي يعود على القبيلة نفسها بالجهل والتخلف للتقوقع والالتفاف حول الذات ..لا سيما أن التعلم والتطور يأتي بالانفتاح والاستفادة من تجارب الآخرين ففيها تبادل خبرات ورفد مهارات فن التعامل مع الآخر حتى لو كان في الاتجاه المعاكس ..ومن ثم يعم الخراب .
السودان مستهدف الآن بصورة واضحة أكثر من أي وقت مضى.. لذلك هذا الأمر يتطلب وقفة رجل واحد .. وإلا سينهار كل شيء ونعض أصابع الندم لكن بعد فوات الأوان..فالسودان يسع الكل وكل أجزاؤه لنا وطن …
اشراقة اخرى …
في سفر الحياة هنالك مواقف تكون شامخة وثابته كالجبال لقوته وما قاله مندوب السودان في مجلس الأمن في الأيام السابقة بخصوص شكوى السودان ضد دولة الإمارات (شيطان العرب) والذي كتبت عنه في الأمس القريب ونكتب عنه الان ..وسنكتب ونكتب عنه غدا وفي كل حين باذن الله.. وسيظل خالدا في أذهان شرفاء العالم محبي السلام والحرية والعدالة الاجتماعية .
اسعدني جدا حديثه القوي والشجاع.. عندما قال (لما السودان كان يبساهم في دعم حركات التحرر لم تكون الإمارات موجودة في خريطة العالم) ….ونزيد عليه أيضا أن اتحاد الإمارات عندما أنشئ عام 1970 أول من اعترف به السودان.. وقام حينها الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري رحمه الله بزيارة إلى الإمارات وأعلن دعمه للاتحاد .. وبعث الخبراء السودانيين ليبدأوا في إعمار الإمارة ..ونذكر أن كل مديري البلديات والقضاة الذين صاغوا دستور الإمارات والمستشارين .. كلهم كانوا سودانيين..ومعارين على نفقة الحكومة السودانية… وغيرهم الكثير من الخبراء في العديد من المجالات الذين شاركوا في نهضة وبناء الامارات ..لا يسع المجال لذكرهم..وكذلك نزيد أيضا ونقول عندما غنى الدكتور الموسيقار عبد الكريم كابلي رحمه الله أنشودة (آسيا وأفريقيا) في مطلع ستينيات القرن الماضي متغزلا في مؤتمر باندونق الشهير .. دعما لحركات التحرر ودول عدم الانحياز والأبطال الذين صاغوا تاريخ بلادهم بمداد من ذهب .. والتي صاغ كلماتها الشاعر الفذ الدكتور تاج السر الحسن .. نقول : أين كانت الإمارات آنذاك.
نصر من الله وفتح قريب ..
entsarjfar333@gmail.com