مقالات الرأي
أخر الأخبار

دعوة لإنقاذ الدلنج وكادقلي: ✍🏿….. زكي شيكو

“`دعوة لإنقاذ الدلنج وكادقلي:
✍🏿….. زكي شيكو
صرخة من قلب جنوب كردفان
ولاية جنوب كردفان، تلك البقعة من أرض السودان التي تنبض بالحياة والتاريخ، تحتضن بين طياتها مدينتين تحملان من البطولات والتاريخ ما يفوق الوصف، الدلنج وكادقلي. هاتان المدينتان لم تقدما للسودان فحسب، بل للإنسانية قصصًا من الصمود والشجاعة يروى بها للأجيال. ولكن، رغم كل هذه البسالة، تجد هاتان المدينتان نفسيهما اليوم في مواجهة مع عناء الحياة وشظف العيش.
تعاني الدلنج وكادقلي من ظروف اقتصادية واجتماعية قاهرة، حيث النزاعات المستمرة والصعوبات المعيشية تزيد الأمور سوءًا. المجاعة تهدد حياة السكان يوميًا، والمرتبات التي كان من المفترض أن تكون مصدر الأمل والاستقرار لهم، ظلت حبرًا على ورق، لم تصل إليهم، تاركةً إياهم في دوامة من اليأس والمعاناة.
رغم النداءات المستمرة والمناشدات العاجلة التي وجهت إلى الحكومة ومجلس السيادة، لم تُبذل قدرات جدية لإنقاذ هاتين المدينتين. إن التجاهل المستمر لمطالبات السكان ينذر بتداعيات خطيرة ليس فقط على الوضع الإنساني المتردي، بل على استقرار المنطقة بأكملها.
الدلنج وكادقلي، بصمودهما وكفاحهما، تستحقان أن تكونا في صدارة أولويات الحكومة، لا في هامش اهتماماتها. توفير المرتبات والمعونات ليس مجرد دعم مادي، بل هو استثمار في إعادة الأمل وتأكيد على حق هذه المناطق في الحياة الكريمة. إنها استجابة لنداء الواجب الذي يفرض نفسه على كل من يمتلك ذرة من الإنسانية والمسؤولية تجاه وطنهم وشعبهم.
الزمن لا ينتظر
إن الوقت يمضي بسرعة، ومع كل لحظة تمر، تزداد معاناة سكان الدلنج وكادقلي. هذه ليست مجرد قضية عابرة، بل هي أزمة إنسانية تستدعي تحركًا فوريًا وملموسًا. ندعو القيادات السياسية والسلطات المحلية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

توفير المرتبات والمعونات لسكان الدلنج وكادقلي بشكل عاجل.

إنشاء خطط استراتيجية لإعادة إحياء البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية.

التعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية لتوفير الدعم اللازم للمتضررين.

توجيه اهتمام خاص للتعليم والصحة، كونهما ركيزتي النهوض بأي مجتمع.

إن دور الدلنج وكادقلي في التاريخ والثقافة السودانية يجعلها أولوية وطنية لا يمكن التغاضي عنها. لا بد من تجاوز المصاعب الحالية بالعمل المتواصل والجدي، لنفتح معًا صفحة جديدة في تاريخ هذه المناطق، صفحة تُكتب بمداد الأمل والحياة الكريمة. لقد آن الأوان لتقديم مكافأة حقيقية لهذه المناطق تليق بتضحياتهم وبطولاتهم.“`

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى