الدعوة إلى مراجعة الحقائق والوقائع في الصراع السوداني
*✍🏿 زكي شيكو*
في قلب الصراعات التي تجتاح السودان، يكمن اعتراف الجنجويد بمحاولاتهم الفاشلة لابتلاع الدولة وأجهزتها. هذه الحقيقة المريرة ليست سوى بداية الفهم العميق للأزمة. السعي الأعمى وراء القوة والتمكن داخل المؤسسات كشف عن وجه الجنجويد الحقيقي، والأثر الذي يمكن أن يتركوه وراءهم في حال وقف الحرب.
المثير للدهشة هو الشخصيات التي تساهم في استمرار هذه الدائرة من العنف، سواء من خلال دفع أبناء السودان للقتال في اليمن أو من خلال الضغوطات الممارسة على الرهائن لضمان حرية حركتهم وتسليحهم. السعي إلى السلطة لم يقتصر على الأفعال الدموية بل تعداه إلى التعاقد مع الإعلام المأجور لشراء الدعم والمعنويات، مما يشكل خطرًا رهيبًا على قيم وأخلاق المجتمع.
الغريب في الأمر كيف يتناقض موقف بعض المؤيدين للجنجويد، متوهمين بأن مستقبلهم داخل السلطة سيكون مزدهرًا وأنهم سيكرمون أماكنهم في مملكتهم المتخيلة. هذا التوهم لا يمثل سوى الجهل بحقيقة الأمور وتجاهل العواقب الوخيمة للصراعات على الأرض ومستقبل البلاد.
بناءً على هذه الوقائع، يتوجب علينا كمجتمع وضع يدنا على الجراح والعمل على تسليط الضوء على هذه المشكلات ومواجهتها بشكل جدي. لا مجال للصمت أمام هذه الأفعال التي تهدد كيان الوطن وتزهق أرواح أبنائه.
في الختام، نتوجه بدعائنا إلى الله تعالى أن ينصر الحق ويعيد الأمان والاستقرار إلى ربوع السودان. نوكل أمورنا إلى الله ونتمنى أن يرى الظالمون حجم الدمار الذي أحدثوه وأن يتحملوا مسؤولية أفعالهم أمام العدل الإلهي. لا بد من الإيمان بأن مستقبل السودان يكمن في يد أبنائه الشرفاء الذين يعملون ليل نهار من أجل أمة تسودها العدالة والسلام.“`
