
مبادرة شباب حي الترعة بكسلا… تضميد جراح النازحين
كتب : زاهر منصور
رغم مآسي الحرب وما نتج عنها من نزوح وتشرد نتيجة ممارسات الجنجويد الا ان هناك من يسعى بين الناس بالخير لتضميد الجراح وتخفيف المعاناة وتجفيف دموع الثكالي وخير مثال ونموذج في هذا السياق ما ظل يقوم شباب حي الترعة بمدينة كسلا عبر مبادرتهم الخاصة بالوقوف مع النازحين بمركز ايواء المدرسة الصناعية وذلك من خلال اشرافهم علي المطبخ الخيري الذي يقدم الوجبات للنازحين بدعم من عدد من الجهات والخيرين وقد سبق هذه المجموعة المتميزة افعالها قبل اقوالها وقد اصبحت مبادراتهم حديث المدينة لدورهم الكبير واحساسهم العالي بمعاناة هذه الشريحة المغلوبه علي امرها لذلك كان الواجب علينا ان نطرق أبوابهم لعكس هذا الجهد الذي يقومون به
وقبل ان ادلف الي حوش المطبخ او التكية شاهدت الاعداد الكبيرة للنازحين داخل وخارج مركز الإيواء ومنظرهم مؤلم يجعلك تذرف الدموع علي حالهم
اول من التقيته احد شباب المبادرة والذي طلب مني عدم ذكر اسمه او تصويره وقال لي يا استاذ (والله بنعمل في الحاجة دي لله ولا نريد الظهور ونبتغي الاجر من عند الله) وبالجد ادهشني هذا الشاب وكبر في نظري جدا، وقلت له (لله درك أيها الفتي المقدام على فعل الخير)
بداية العمل
بعد ذلك التقيت بالاستاذ إبراهيم محمد الحسن (الإمام) رئيس مبادرة شباب حي الترعة بكسلا والذي ابتدر حديثه معي في ان العمل انطلق عقب احداث ولاية الجزيرة من خلال الاتصال بالجهات الرسمية والحديث معها على ضرورة تحويل المدرسة لمركز ايواء واشار الحسن الي عقد اجتماع موسع مع اللجنة العليا للطوارئ بحضور مدير المدرسة الاستاذ إبراهيم محمد نور وممثلي المبادرة ومنظمات اليونسيف وصدقات وقرر الاجتماع وقتها الموافقة علي تحويل المدرسة لمركز ايواء ومن ثم تم إجراء صيانة للمركز كما قامت محلية كسلا بدعمهم بمبلغ مليون ونصف جنيه في هذا الشأن واضاف (تم ترحيل الاسر المتواجدة في السوق الشعبي ومدخل المدينة في ريبا بالإضافة الي مركز استقبال في منطقة الرشايده)
المطبخ الخيري
ويواصل الحسن حديثه ويقول عقب احداث ولاية سنار بدأنا العمل في المطبخ الخيري الحالي بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني حيث قام المفوض بدفع من مبلغ (١٧٠) الف جنيه من ماله الخاص وتم عمل وجبات لعدد من الناس وطالب الحسن مفوضية العون الإنساني بالولاية بضرورة مناشدة المنظمات بتقديم المزيد من الدعم وكشف الحسن ان عدد النازحين في مركز ايواء الصناعية يصل إلى أكثر من (7) الف فرد واكد ان الحوجة المادية اليومية لتغطية نفقات الاكل تبلغ اكثر من (6) مليون جنية وقال ان عدد الوجبات في الأيام الأولي كانت ثلاث وجبات وبعد ذلك تقلصت الي وجبتان وهناك وجبات مخصصة للحوامل ومرضي السكر والأطفال والحالات الخاصة
شكر وتقدير
وقدم الحسن شكره وتقديره لحكومة الولاية واللجنة العليا للطوارئ بالولاية ومجتمع كسلا بجميع فئاته وكياناتهم والخيرين ومفوضية العون الإنساني بالولاية والمدير التنفيذي للمحلية وغيرها من الجهات التي ظلت مساندة لفكرة المطبخ الخيري
تزايد الأعداد
وفي السياق يقول الاستاذ إبراهيم محمد نور مدير المدرسة /المشرف على مركز ايواء المدرسة الصناعية ان هذا المركز كان يتواجد فيه نازحين قدامي ومن ثم بدأت الاعداد تتزايد عقب احداث ولاية سنار وأوضح ان عدد النازحين يصل إلى (7.270)الف فرد ونوه الي ان الإجراءات التي تتم للنازحين القادمين للمركز تشمل إجراءات الفحص الأمني وإدخال البيانات بواسطة جمعية الهلال الاحمر بغرض حصرهم وتوزبعهم وذكر محمد نور ان هذا المركز عبارة عن مركز استقبال فقط لمدة ثلاثة أيام ومن ثم يتم توزيع النازحين للمراكز الدائمة واضاف (النازحين في هذا المركز لهم قرابة العشرين يوما ولم يتم نقل هذه الاسر الا القليل منها الذي تم تحويل (150) اسرة للمستشفى المرجعي ووصف الصرف علي مركز الإيواء بالكبير جدا وزاد (الحمدلله الدعومات لم تتوقف) واشار إبراهيم الي الوجبة الواحدة تحتاج إلى (18) الف قطعة خبز ما يعادل أكثر من مليون وثمانمائة جنيه وقال ان المركز شهد تشييد (50) من دورات المياه الا انه عبر عن مخاوفة من ظاهرة التبرز في العراء التي تتذر بكارثة بيئية لا يحمد عقباه خاصة مع حلول فصل الخريف مناشدا الخيرين ورجال المال والاعمال والمنظمات بدعم مركز الإيواء بالاحتياجات اليومية فضلا عن مطالبتة المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالاسراع في ايواء النازحين بصورة دائمة واكد ان حكومة الولاية والمفوضية تعملان الا ان العمل يسير ببطء لا يتواكب وحجم الكارثة وزاد ( واضح ان تدفقات النازحين اكبر من إمكانيات الولاية غير انه اشاد في ذات الوقت بدور حكومة الولاية والمفوضية ووزارة الصحة والمنظمات الاممية والوطنية ومجتمع كسلا والخيرين في دعمهم للمركز
فكرة تشاركية
الي ذلك قال الأستاذ ادريس محمد علي
مفوض العون الانساني ولاية كسلا إن فكرة المطابخ المركزية فكرة تشاركية مجتمعية مع المنظمات والكيانات الشبابية والمبادرات العامة لتقديم الدعم الذي تروه الأن لمطابخ ولاية كسلا واضاف (حتى اللحظة نعمل في 4 مواقع مختلفة ولكن الفكرة الاكبر هي المطبخ الخيري بالمدرسة الصناعية الذي تصدى له شباب حي الترعة ولهم كل الشكر والتقدير وهم استوعبوا معهم مجتمع كسلا والجهود الرسمية والحكومية أيضا وهناك مطبخ وزارة الزراعة الذي تبنته منظمة *أراها* وأيضا مطبخ الهيكل بمدرسة عمر الحاج موسي ايضا هي مبادرة شبابية تقف عليها تلاويد واخرين من الشركاء ومطبخ المستشفي المرجعي يستهدف (190) اسرة يرعاية منظمة كلنا قيم وهي من بدأت في اللحظات الاولي النزوح والفكرة لازالت مستمرة ويتوارثها الخيرون مجموعة بعد مجموعة مما يؤكد تضافر مجتمع كسلا بكل فئاته وبتكامل مع الجهود الرسمية والمنظمات العامله في الولاية