التناقض بين القيادة والمواطنة: قراءة نقدية في سلوكيات الشخصيات العامة بين التواضع والغطرسة موسي داؤد

**التناقض بين القيادة والمواطنة: قراءة نقدية في سلوكيات الشخصيات العامة بين التواضع والغطرسة**
تثير حادثة مثيرة للجدل حول تعامل شخصيات عامة مع مواطنيها تساؤلات عميقة بشأن مفاهيم القيادة والمواطنة. نأخذ على سبيل المثال الواقعة التي جمعت مواطن سوداني مع محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السابق. كيف يمكن لشخصية عامة قدّمت نفسها كخادم للشعب السوداني أن تستنكر تصويرها من قبل مواطن يمارس حقه المشروع في توثيق نشاطات من يمثلونه في السلطة؟
عندما اختار محمد حسن التعايشي أن يصبح شخصية عامة، كان لزامًا عليه أن يدرك أن هذا الدور يحمل مسؤوليات جسيمة تجاه الشعب. السلوك الذي أبداه التعايشي من إظهار احتقار لمواطن سوداني مارس حقه المشروع في التعبير يعكس تناقضًا صارخًا مع ما ينبغي أن يتحلى به القائد من تواضع واحترام تجاه أبناء وطنه.
القيادة الحقيقية تتطلب الرأفة والشجاعة في مواجهة النقد، وليس الهروب منه. استخدام القوة، سواء كانت لفظية أو جسدية، يتنافى مع أبسط مبادئ الأخلاق والحكمة في التعامل مع الآخرين. كيف يمكن لشخص يدعي تمثيل الشعب أن يدوس على كرامة مواطن ويستخدم أساليب العنف غير المبرر؟
نتساءل: لماذا تهرب من مواجهة شعبك يا التعايشي؟ الهروب يعكس ضعفًا في الموقف وعيبًا في السلوك. القيادة الحقيقية تتطلب الثبات في وجه العواصف، والقدرة على التعامل بحكمة ورقي مع كل تحدي.
كما تقول كلمات إنصاف مدني:
“أركز يا وليد، أركز،
أوعى الجاك منو تفز.
اركز، جاتك الحوبة،
عليك المرة مكتوبة.
اثبت تلقى يا دوبا،
تجيك الحلوة مسكوبة،
وخلي القاسية مغلوبة.”
هذه الكلمات تلخص الحكمة الشعبية التي تدعو إلى الثبات والشجاعة في مواجهة التحديات، وتذكّر بأن الهروب ليس سوى اعتراف بالضعف. القيادة ليست فقط في اتخاذ القرارات، بل في تحمل المسؤولية تجاه الشعب، وإظهار الاحترام والعدل في كل موقف.
عزيزي التعايشي، نعيدك إلى تراث السودان لكي لا تكرر الهروب في شوارع لندن، لأن الجري ليس سلوكًا يليق بالقادة. حقّي لي قولي ولداً غيرك إنت، أنا ما بهز فوقي ونسيبة البجري. إخواتي البنات، الجري ده ما حقي، حقي المشنقة والمدفع أب سكلي، حالف باليمين أعز بنات أهلي.