معتمد اللاجئين والسير نحو المجهول

معتمد اللاجئين والسير نحو المجهول :
عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ما بعث الله من نبي ولا إستخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى».
يتأثَّرُ الإنسان بمن حولَه مِنَ النَّاسِ، وخاصَّةً الأصدقاءَ والأصفياءَ الذين يختارُهم لنَفْسِه من بينِ النَّاسِ؛ فإن كانوا أهلَ صلاحٍ أصلَحوه، وإن كانوا أهلَ فَسادٍ أفسَدوه . وفي هذا الحَديثِ يُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الرَّجُلَ إذا تَولَّى وِلايةً -كالخِلافةِ أو الإمارةِ ونحوِها مما يتعَلَّقُ بأمورِ العِبادِ- كانت «له بِطانَتانِ» وبِطانةُ الرَّجُلِ: خاصَّتُه الذين يُباطِنُهم في الأُمورِ، والذين يَدخُلون على الرَّئيسِ أو المسؤول في مكانِ خَلوتِه، ويُفضي إليهم بسِرِّه، ويُصَدِّقُهم فيما يخبرونه به ممَّا يخفى عليه من أمْرِ رَعِيَّتِه، ويعمَلُ بمقتضاه، والنَّاسُ في ذلك على صِنفَينِ :
بِطَانَةٌ تَأمُرُ بالخيرِ، وهو كُلُّ ما إستحسنه الشَّرعُ ويَسَّرَ على النَّاسِ في أمورِ دينِهم ودُنياهم، وتَحضُّ وتَحثُّ على العَمَلِ به. وبِطانةٌ تَأمُرُ بالشَّرِّ، وهو كُلُّ ما أنكره الشَّرعُ ونهى عن فِعْلِه، وشَقَّ على النَّاسِ أمورَ دِينِهم ودُنياهم، وتَحضُّ وتَحُثُّ على العَمَلِ به.
ثُمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المحفوظَ مِن ضَرَرِ بِطانَةِ الشرِّ هو مَن نال حِفْظَ الله وعِصْمَتَه، لا بِحَوْلِه ولا قُوَّتِه، وهذا تَذكيرٌ للوُلاةِ بالتَّوكُّلِ والاستعانةِ باللهِ، وإظهارِ ضَعْفِ المخلوقِ وحاجتِه لخالقِه، كما أنَّه ينبغي للحاكمِ أن يتَّخِذَ من يَستكشِفُ له أحوالَ النَّاسِ في السِّرِّ، وليكُنْ ثِقةً مأمونًا فَطِنًا عاقِلًا؛ لأنَّ المصيبةَ إنما تدخُلُ على الحاكِمِ المأمون مِن قَبولِه قَولَ مَن لا يُوثَقُ به؛ فيَجِبُ عليه أن يتثبَّتَ في مِثلِ ذلك. وفي الحَديثِ: الحثُّ على تَقْريبِ أهلِ الصَّلاحِ في الحكمِ والوِلايةِ؛ وفيه: أنَّ تَقْريبَ أهْلِ الصَّلاحِ مُعِينٌ على التَّوفيقِ والهِدايةِ.
حديث النبي صلوات الله وسلامه عليه رسّخ معانٍ كبيرة للمسؤول الذي يتولّى أمور العباد إذا كان رئيساً أو وزيراً أو مسؤولاً يشرف على القضايا بأنواعها المختلفة ( موظفين وعمال ورعيه ) ومن منطلق الحديث الشريف أعلاه نضع معتمد اللاجئين موسى عطرون في الميزان ولعلّنا اوضحنا في مقالاتٍ كثيرة عن تجاوزاته وفساده الإداري الذي إتفق عليه مدراء ومساعدي معتمد يعملون حتى الآن ؛ سنتحدث في هذا المقال عن ثلاث ملفات وننتناولهما عبر هذا الحديث الكريم الذي هو أساس للإصلاح وحفظ الحقوق والواجبات .
أ/ حق الدولة :
المسؤولية أمانة كبيرة أمام الله تعالى عندما وصل معتمد اللاجئين لموقعه وبعد عدة إجتماعات مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أصبح المعتمد يتحدث بلا خجل أو حياء بأن نبحث عن مانحين آخرين ، هذه الجملة ستلاحق عطرون حتى بعد ذهابه من المعتمدية ؛ فأراد أن يدمج اللاجئين في البلاد وجاء بمنظمات تعمل في مجال الحماية وأصبح ينتقد قانون اللجوء والدولة على عدم دعمها لبرامج اللاجئين ، ورفض الإنصياع لقانون الخدمة المدنية، وتناسى المعتمد أنَّ الدولة في برنامج اللجوء يجب عليها توفير الأرض والحماية هذا ما يقع على عاتقها من إلتزامات وهذا ما أقرّته وكالة اللاجئين بنفسها ومسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تقتضي توفير الدعم اللازم عبر المانحين ووكالات الأمم المتحدة ذات الصِله ؛ إرتكب موسى عطرون أخطاء فادحة في حق الوطن واللاجئ يوم أن وافق على تخفيض الغذاء للنصف في يونيو من العام 2022 ؛ شهد مدراء الإدارات المكلفين والغير ذلك ، شهدوا على ضعف المعتمد وآخرين تعجبوا من أجل ماذا يرتكب المعتمد هذه الأخطاء .
ب/ حق الموظفين :
في ظروف البلاد وبعد تمرد مليشيات آل دقلو قام معتمد اللاجئين بتخفيض جميع الموظفين إرضاءً للأمم المتحدة وقام بتكليف موظفين آخرين إجتمعت في إجراءاتها المحسوبية والظلم والمُحاباة التي بدأت بتكليف مدير إسكان اللاجئين القربة المعاشي مصطفى حسن مصطفى وهذا الموظف غير مؤهل وبلغ المعاش من ثلاث سنوات ، كذلك جاء بنائبه المكلف المنتدب وتجاوز النائب الفعلي والأعلى درجةً في معتمدية اللاجئين د محمد يس ؛ في هذه الظروف يقوم موسى عطرون بتمرير أجندة خطيرة للغاية يسمح بسجيل اللاجئين دون فحص أمني وقانوني؛ شقَّ المعتمد على موظفيه وصمتت الجهات الرسمية التي غائبة تماماً عن ملف اللجوء وتنظر الأجهزة الأمنية بعينها فقط لتجاوزات المعتمد ؛ فبعد إستبعاد الموظفين جاء بأخرين على أهواءه وأهواء من إختارهم لجواره من الإنتهازيين الذين قادوا الفساد الإداري تحت سمع وبصر المعتمد .
ج/ بطانة السوء :
إختار المعتمد بطانة سوء وشر أصبحت تنفّذ أجندتها فكانت البداية بمديى إسكان اللاجئين القربة ذلك المعاشي الذي تم رفع تقرير كامل بالمستندات للسيد معتمد اللاجئين ولكنه تغاضى الطرف عنه ، وهذا المدير لديه بلاغ جنائي في بنك النيل فرع القربة ومدير لأكبر إسكان في شرق السودان غير مؤهل لا يحمل درجة البكلاريوس ، ثم جاءت بقية البطانة الفاسدة بقيادة المنتدب المكلف مجيب الرحمن الذي أصبح المعتمد الفعلي نسبة لضعف عطرون ؛ وإمتدت شُلّة المعتمد في كسلا بقيادة محمد الحافظ هاشم وعثمان عبد الرحمن الموقوف بقضية فساد من قبل النيابة ومن المفارقات أن موسى عطرون ذلكم الديكتاتور قام بإعادة عثمان عبد الرحمن للعمل ومعه حميدان المحاسب بمكتب القضارف ورفض إعادة إبراهيم محمد أحمد مساعد المعتمد بالنيل الأبيض ، هذه الإزدواجية لم تأتي من فراغ ؛ فبطانة عطرون الفاسدة أوعزت إليه بفعل ذلك، مجموعات معينة هي التي تمثّل التهديد الأول للمؤسسة العريقة ، ففي مكتب الخرطوم جاء النائب المنتدب بالصادق سليمان لهندسة الفساد الإداري وهو ما ظهر فعلياً في التكليف .
ما إجتمعت البطانة الفاسدة حول مسؤول إلاّ أفسدته وجعلته يقع في المحرمات والإشقاق على الموظفين والعمال وهذا ما وقع فيه عطرون وما نقوله نمتلك عليه مستندات تم رفعها لجهات الإختصاص وننتظر أن يأخذ القانون مجراه ؛ ضم المعتمد لمدير إسكان اللاجئين القربة هو أكبر دليل على البطانة الفاسدة التي ظهرت على الملأ ؛ وبما أنَّ المعتمدية تقع تحت إشراف وزارة الداخلية الواجب أن يسير الإصلاح بصورة عاجلة خاصةً بعد مشاركة اللاجئين رفقة التمرد .
سيادة وزير الداخلية يجب إقالة المعتمد من هذا المنصب والتحقيق معه في التجاوزات الإدارية وإعادة المنتدب مجيب الرحمن لموقعه الذي جاء منه ، فلا يوجد في قانون الخدمة المدنية إنتداب متواصل لخمسة عشر عاماً ؛ وإيقاف كل المتورطين بقيادة مدير إسكان اللاجئين القربه ؛ كما ينتظر الرأي العام توصيات اللجنة الخاصة لتجاوزات معتمدية اللاجئين بقيادة اللواء سامي الصديق ومجتمع المعتمدية والموظفين ينتظرون تنفيذها على وجه السرعة ومحاسبة الذين أفسدوا في إستخراج بطاقات اللاجئين بمكتب كرري .
يجب وبصورة عاجلة تعيين معتمد من خلفية أمنية له باع طويل في مجال اللاجئين ، يحسم الفوضى التي أحدثها المعتمد ونائبه المكلف الذين أفسدوا إدارياً ، فساداً ستتحدث عنه الأجيال .
#قضية معتمدية اللاجئين قضية رأي عام .