مدارات للناس
هاشم عمر
٢٦ يناير.. اليوم العالمي للجمارك
الجمارك .. ماضٍ زاخرٌ، ومشاركةٌ فاعلةٌ في معركة الكرامة
تحتفل قوات الجمارك في السادس والعشرين من يناير من كل عام باليوم العالمي للجمارك.
ويرجع تاريخ إنشاء قوات الجمارك السودانية إلى عام ١٩٠٥م في عهد الاستعمار البريطاني، وبدأ العمل في محطات جمركية محددة. ويعتبر الأستاذ محمد كمال فريد أول مدير جمارك سوداني بعد الاستقلال في ١٩٥٦م. واستمرت الجمارك السودانية تابعة لوزارة المالية حتى عام ١٩٨٦م حيث أصبحت قوة نظامية. وشهدت تلك الفترة تعديلاً صدر بموجبه قانون ١٩٨٦م. وعادت الجمارك مؤسسة حتى عام ١٩٩١م حيث صدر القرار باعتبارها قوة نظامية تتبع للشرطة.
ولعبت قوات الجمارك أدواراً مقدرة
في الحرب التي فرضت علينا وهي حرب متقدمة تمويلاً وتخطيطاً وتنفيذاً استهدفت الدولة السودانية في جميع مفاصلها وإنسانها الذي عانى من المليشيات المتمردة تشريداً وتقتيلاً. ومنذ الأيام الأولى للحرب انتقلت قيادة الجمارك إلى بورتسودان محطتها الرئيسية بعد الخرطوم واستطاعت استعادة أنظمتها الجمركية بل كانت هي صورة حية ومعلماً يؤكد وجود دولة. وأصبح اعتماد الدولة يستند إلى الجمارك بعد خروج أغلب إيرادات الدولة نتيجة للحرب وتداعياتها. وتعاظم دور الجمارك وأصبحت حِجر الزاوية في تثبيت ومعالجة مطلوبات الحرب.إضافة إلى أدوارها المنعية في في مكافحة التهريب بجميع أنواعه. فكانت الضبطيات النوعية من أسلحة بكميات ضخمة كانت في طريقها الى المليشيات إضافة إلى دعم المجهود الحربي وقدمت عدداً من الشهداء ولديها العديد من الضباط والجنود يرابطون في الصفوف الأمامية بمختلف المتحركات. وكانت قوات الجمارك في طلائع القوات التي حررت مدني وأرسلت قوات الجمارك قافلة مساعدات ضخمة لمواطني مدينة ود مدني.
و البلاد تحتفل باليوم العالمي للجمارك نسرد بعض النماذج من إنجازات قوات الجمارك في العام الماضي حيث استطاعت الجمارك إكمال الربط الشبكي بين قوات الجمارك وبنك السودان والإدارة العامة للمرور. وفي مجال الضبطيات كانت قوات الجمارك بالمرصاد للمهربين الذين حاولوا الاستفادة من الحرب ولكن رجال الجمارك المنتشرين كانوا في الموعد بضبطيات نوعية حيث أحبطت قوات الجمارك محاولة تهريب عدد مهول من سبائك الذهب، إضافة إلى ضبط أكثر من نصف طن من المخدرات المتنوعة. كما أوقعت قوات مكافحة التهريب بولاية البحر الأحمر بعدد من الصيادين الأجانب داخل المياه الإقليمية وهم يصطادون أسماك القرش النادرة والمهددة بالانقراض كالقرش النمري في منطقه جنوب سواكن في ضبطية نوعية تؤكد يقظة رجال الجمارك. إضافة إلى إحباط محاولات تهريب الإبل خارج الدولة. كما لقوات الجمارك مشاركة فاعلة في معركة الكرامة عبر القوافل التي سيرتها دعماً للمجهود الحربي في كل من أم درمان ومدني وسنجة عن طريق توفير الأدوية الضرورية والمعينات الطبية دعماً للمجهود الحربي.
مدار أخير :
ستظل قوات الجمارك السودانية العمود الفقري للاقتصاد السوداني خاصة بعد خروج أغلب الإيرادات بسبب الحرب