مقالات الرأي
أخر الأخبار

مجدي الروبي يكتب. كدمول ببدلة: القوة المدنية وميثاق تأسيس دولة الجن

مجدي الروبي يكتب.

كدمول ببدلة:
القوة المدنية وميثاق تأسيس دولة الجن

يبدو أن بعض القوة المدنية المنسلخة من قحت الام لم ترضع أحزابها من ثديها بل من آخر اصبع صغير لقدمها اليسرى. قد قررت اخيرا ان تسدل الستار عن آخر مشهد من مشاهد الكوميديا السياسية السودانية وتنتقل الي مرحلة التصريحات الممجوجة الي التوقيع الفعلي على ميثاق تأسيس دولة الجنجويد.
ولكن وياللمفارقة لم يجدو لها عاصمة
في الزمن الجميل كانت الأحزاب تجتمع في عواصم محترمة أما الآن فقد صار التوقيع على المواثيق يتم في الفنادق الفخمة بين الكابات المكوية والعمائم المخطط وقزايز الخمر المعتق بينما المواطن المسكين لا يجد ما يربط به سرواله!
قحت الأم طردتهم فانسلخوا عنها مثل جلد الحية ثم ذهبوا يبحثون عن أبٍ جديد يحنو عليهم فوجدوا في نيروبي حضنًا دافئًا ولكن يبدو أن هذا الحضن لم يكن مجانيًا فكل شيء له ثمن حتى الكرامة!
المفارقة أن هذه القوة المدنية التي ظلت تهتف ضد العسكرة وجدت نفسها توقع ميثاقًا مع أكثر قوة عسكرية سوادًا في التاريخ الحديث ثم خرجوا ليحدثونا عن (التحول الديمقراطي)
وكأن الدولة تبنى بالميليشيات ومرتزقة الفاغنر!
المهم جلس القوم في نيروبي يريدون ان يقعوا على الميثاق ثم اكتشفوا فجأة أن الدولة التي يريدون تأسيسها لا تزال بلا عاصمة! فالخرطوم مدمرة والفاشر محاصرة ونيالا تسودها عصاباتهم المتفلتة والضعين علي وشك التسليم للجيش وود بندة بعيدة عن التغطية عندها اقترح أحدهم: “ماذا لو جعلنا نيروبي نفسها عاصمة؟”
لكن الكينيين كانوا أكثر وعياً فأغلقوا عليهم الفندق وطلبوا دفع الفاتورة قبل أي حديث عن الدولة القادمة.
وعاد كدمول إلى نرجيلته سحب نفسًا عميقًا ثم قال: “يا ولدي الجنجويد قاعدين فوق البلد لكنهم لسه ما لقوا ليها عاصمة وقحت المنسلخة بقت قوة بلا شعب وأما المواطن السوداني فصار متفرجًا في مسرحية سيئة الإخراج يُطلب منه في النهاية أن يصفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى