مقالات الرأي
أخر الأخبار

#منبر_الكلمة ✍️ جلال الجاك أدول اشرافية أبيي والتهميش المستمر هل حان وقت الإنصاف!؟

#منبر_الكلمة
✍️ جلال الجاك أدول

اشرافية أبيي والتهميش المستمر هل حان وقت الإنصاف!؟

أبيي، موطن عشائر دينكا نقوك التاريخي والمكونات السكانية الأخرى، تعيش واقعًا إداريًا مأزومًا. فمنذ إنشاء اللجنة الإشرافية، كان يُفترض أن تكون كيانًا محايدًا يحقق العدالة ويضمن إدارة متوازنة، لكنها تحولت إلى أداة لتكريس الإقصاء والتهميش. وبينما تزداد الأوضاع تعقيدًا، يبقى السؤال مطروحًا: هل تعكس اللجنة الإشرافية مصالح كافة سكان أبيي، أم أنها تُدار بطريقة لا تعبر عن التركيبة السكانية الحقيقية، مع استمرار تهميش مكون دينكا نقوك، وهو المكون الأساسي في المنطقة؟

لم تستطع اللجنة الإشرافية تحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها، بل باتت جزءًا من المشكلة بدلاً من أن تكون جزءًا من الحل. لم تنجح في توفير بيئة آمنة، ولم تسهم في تحسين الخدمات الأساسية، فضلًا عن العجز عن اتخاذ أي خطوات ملموسة في ملف التنمية. الأوضاع على الأرض تكشف عن فشل واضح في تنفيذ المهام الموكلة إليها، إذ لا توجد بنية تحتية، ولا مشاريع تنموية رغم الموارد المتاحة. والأسوأ من ذلك، أن مكون دينكا نقوك يتعرض لإقصاء ممنهج من مواقع صنع القرار، بينما تُمكن أطراف أخرى من السيطرة، وهو ما يعمق الفجوة بين سكان المنطقة.

إن استمرار تهميش دينكا نقوك لا يمكن اعتباره مجرد خلل إداري، بل هو جزء من سياسات إقصائية ممتدة تهدف إلى تقليص دور هذا المكون في إدارة منطقته. ومن خلال هذا النهج، يتم إبعاده عن مواقع اتخاذ القرار، وحرمانه من الموارد التي يُفترض أن تُوزع بشكل عادل، مما يطرح تساؤلات حول النوايا الحقيقية وراء هذه السياسات. فلا يمكن تحقيق السلام في أبيي من دون تمثيل عادل لكل مكوناتها، ومن دون ضمان حقوق السكان الأصليين في إدارة شؤون منطقتهم.

وسط هذا المشهد، تبرز مسؤولية الفريق حامد منان، الذي يقود أحد أكثر الملفات حساسية في المنطقة. ولكي يكون جزءًا من الحل وليس المشكلة، لا بد أن يتبنى مقاربة جديدة تقوم على الحياد والعدالة بين جميع مكونات أبيي، وأن يعزز الحوار مع قيادات دينكا نقوك، لضمان استماع حقيقي لمطالبهم المشروعة. كما أن إعادة التوازن الإداري في اللجنة الإشرافية أمر لا بد منه، بحيث يعكس التمثيل داخلها الواقع الديمغرافي للمنطقة، بالإضافة إلى ضرورة إطلاق مشاريع تنموية ملموسة لتحسين الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

إذا كانت هناك نية حقيقية لتحقيق الاستقرار، فإن الحل يبدأ بإنهاء سياسات التهميش ضد دينكا نقوك وإعادة تشكيل اللجنة الإشرافية وفق أسس عادلة. على الفريق حامد منان، وكل من له دور في إدارة أبيي، أن يدرك أن العدالة والمساواة هما مفتاح السلام، وأن استمرار الإقصاء لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد في المشهد. فهل ستكون هناك إرادة جادة لتصحيح المسار، أم أن أبيي ستظل رهينة للإقصاء والتهميش؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى