مقالات الرأي
أخر الأخبار

د.محمد الجاك سليمان يكتب: مشاهد رحلة العودة من النزوح لمباشرة العمل.

د.محمد الجاك سليمان يكتب:
مشاهد رحلة العودة من النزوح لمباشرة العمل.

وصلت الخرطوم من الدويم بعد سنتين من النزوح بسبب الحرب اللعينة التي تعرضت وتتعرض لها بلادنا بدأت رحلة العودة عن طريق شارع جبل اولياء مرورا بالقطينة التي تعرضت الى سرقات مهولة الشارع الرئيس الذي يمر بالقطينة به اكثر من ٢٠ عربة الظاهر انها تخص مواطنين محروقة و قد حدثني صاحب المطعم الذي نزلنا عنده ان كل البيوت سرقت اثاثاتها و حكى لي انه فقد كل المراوح و المكيفات في بيته و باقي العفش
و عندما وصلنا الى جبل اولياء اصبنا بذهول كبير حيث مئات ان لم يكن الاف العربات المحروقة او المعفصة وكلها تقريبا اخذ او سرق كل ما يصلح منها اما ما لايصلح كالاطارات المعطوبة مكومة او مبعثرة على جانبي الطرق
هذا الوضع و المنظر المأساوي يزداد بؤسا و شدة كلما اتجهنا شمالا نحو الخرطوم مرورا بقرى الادية و السليمانية شرق و طيبة الحسناب و الاقمار الصناعية و الاحتياطي المركزي و الدخينات و الكلاكلات و قد وجدنا حالة المباني المحيطة بالشارع مؤلم جدا في احياء مثل الشجرة و الرميلة و الحلة الجديدة و المنطقة الصناعية الخرطوم فالكثير منها اما مهدم كليا او جزئيا اما عمارات المقرن العالية المغلفة بالالمونيوم او الزجاجية منها فالكثير منها صارت هياكل سوداء بلا روح او حياة من شدة اثار الحرق
مررنا بكبري الترماج الذي يمر بالسلاح الطبي و قد اصبت بوجع و الم و غصة عندما شاهدت بام عيني كبري شمبات مفصولا من منتصفه الى نصفين تفصل بينهما مسافة لا تقل في تقديري عن ٤٠ متر تقريبا
و نحن متجهين من صابرين للكدرو وجدنا ان كبري الحلفايا ربنا يصلح حاله قد اسقط عنه جزء من الجناح الجنوبي لكنه شفال بنصفه الشمالي و الحركة منسابة بصورة جيدة
اكثر ما لفت نظري في هذه الرحلة ان الحركة في الطريق منسابة بصورة جيدة دون اي عراقيل و ان افراد القوات التي في الارتكازات في الطريق متعاونون جدا مع اصحاب الحافلاب و يتعاملون مع المسافرين باحترام و تقدير شديدين مع الحرص على المتابعة الجيدة فلهم منا جزيل الشكر و الامتنان
كما ان الناس بدأوا يعودون الى قراهم و الحياة بدات عادية في المناطق التي مررنا بها من مصنع سكر النيل الابيص مرورا بالاعوج و قهوة الهشابة و قهوة ود الزاكي مرورا بنعيمة و الشبونات و الهبيكة و حتي القطينة و كل المناطق بالطريق حيث زحمة الكلاكلة اللفة و الباعة الذين يصيحون اعلانا عن اسعار بضائعهم و قد لا حظت ان كل اصناف الطعام من خضر و فاكهة و زيت و سكر و رغيف متوفرة و باسعار و جودة معقولة
عندما دخلنا الثورات و جدنا اكتظاظ سكاني و زحمة في حركة المرور تدل على ان الحياة صارت شبه طبيعية نسأل الله ان يصرف عنهم كل سوء
اما سوق صابرين كما سوق الكلاكلة اللفة يعج بالباعة و المشترين و البضائع متوفرة من كل صنف و زحمة طبيعية جدا جدا و قد مررت على الباعة و وجدت ان الاسعار معقولة ان الناس ياتون اليه من احياء شمال بحري و شمال ام درمان لشراء احتياجاهم
وصلت الى البت مع ام اولادي و الحمد وجدنا احمد ولدنا في انتظارنا في اخر محطة اخذنا معنا السلطة و الدكوة و الرغيف و اتجهنا نحو البيت بالركشة و وجدنا بيتنا قد تناوب على سكناه عدد من الاسر و قد فقدت منه جزء من الاثاثات و قد نمنا نومة هادئة اعادت لنا بعض الذكريات و الحمد لله على كل حال.
تبقى لنا ان ناخذ قسطا من الراحة و ان شاء الله نرتب مع الجهات المختصة لاعطاءنا الاذن للعودة الى مركز البحوث و الاستسارات الصناعية لتفقد الحال و كتابة تقرير عن الحالة الراهنة للمركز لرفعه للجهات المختصة لابداء الراى حوله.
و بالله التوفيق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى