
💥 إبراهيم عمر يكتب :
النمو والعطاء بين التوازن والاختلال
=========================
إن قياس نمو الإنسان المعرفي ، والأخلاقي والمهاري والاجتماعي ، والاقتصادي والأكاديمي علي أساس خط الزمن الذي قطعه في الحياة يمنحه شعورا بالامتنان في حال التوازن و التناسب نظير توفيقه واجتهاده …فيفيض عطاءا وينتشر نفعه بين الخلق ، وتلك حالة محمودة ، أما من يتناسق كسبه في الأحوال المذكورة ويتخلف في نموه الأخلاقي يغدو حريصا حرصا يحجبه عن العطاء .
والنفع ألمتعدي ينتج عنه اختلالا بين كسبه الكبير وبذله القليل ، فيعيش مغتما وباله غير صالح ، وحياته تحيط بها الكآبة ، ويفقد فيها الاتزان ، ولن يحصل على الأمان ؛ الا بعد أن يتكافأ عنده ميزان النمو والعطاء .
إن فقدان التناسق بين النمو وبين خط الزمن المقطوع يزيد من الضغوط ، ويبطئ سير عجلة الإنتاج ، ويضعف جودة الحياة ، ويورث مسلكيات مذمومة .. وهي حالة تتطلب تحسين الوعي بمتطلبات نمو… فكل مرحلة عمرية ومايناسبها من عطاء ، كما تحتاج الى تدخل جراحي كبير بغية إزالة اختلالات تخلف النمو ، وإحداث الموافقات الجمالية التي تطيب بها الحياة .
أما خط النمو الايماني فيقف شاهدا وحاضرا بزمانه ونوعية بذله وعطائه (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن شكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) .
هو توجيه رباني محكم ، يؤسس لترتيب أولويات جوامع العمل الصالح في خط الزمن المتبقي .
“اللهم لطفا وتدبير منك”
2024/5/28