
الدبّة تطلق حملتها المعرفية
_______________
كتبت : ليلى زيادة
من المشاهد الجميلة التي افتقدناها لأكثر من عام، رؤية تلاميذنا وطلابنا وهم يسدّون الطرقات ذاهبين إلى مدارسهم كل صباح مما يمنح الطرقات حيويةً وجمالاً يفوح منها عبق العلم والمعرفة. بعد فترة من اندلاع الحرب التي عصفت بالبلاد، كان السؤال الأهم هو متى سيعود أبناؤنا إلى الدراسة؟ مخافةً من انهيار كل ما بني من أجل تعليمهم.
تحقق خلال هذا الشهر الحلم الأكبر في الولاية الشمالية بعد إعلان فتح المدارس في جميع مراحلها، حيث انطلق التلاميذ والطلاب وهم يتوجهون إلى مدارسهم وألسنتهم تُردد:
“صباح النور والخير.. صباح مدرستي الحبيبة”
“إليك اشتقت في أمسي فزاد اليوم تفكيري”
“نداؤك رائع عذب كما الألحان”
“سمعت رنين أجراسك فجئت إليك فرحًا”.
فالحمد لله على هذه النعمة وهذه العودة التي لم تكن سهلة فقد كانت تحدّيًّا كبيرًا جاء بعد مخاض عسير، وبفضل الله وجهود كبيرة، تمكّنا من تحقيق هذا الإنجاز الذي شارك فيه الجميع، بدءاً من رئاسة الولاية الشمالية والإدارات التنفيذية وإدارات التعليم إلى أولياء الأمور والخيّرين من أبناء المحلية الكرام البررة.
كان للمدير في محلية الدبة جهود عظيمة في سد نقص المعينات المدرسية، بينما قامت الغرفة التجارية بدورها في الدعم الكبير لافتتاح المدارس. هُنا يجب علينا أن نرفع القبّعات عاليةً خفاقةً وننحني تقديرًا واحترامًا أمام المعلمين الذين لبّوا نداء العلم بكل إخلاص دون شروط أو مزايدات، وتأكد لنا أنّ المحلية بخير وأنّ إنسانها جُبِلَ على الخير.
شكرًا بعد الله لكل من ساهم في إعادة هذا المشهد الجميل إلى حياتنا، وبثّ الطمأنينة في قلوبنا بعد وجل عظيم. وأيقنت من وجهة نظري الإعلامية، أن قافلة التعليم ستمضي في سيرها بلا توقف نحو تحقيق أهدافها السامية بإذن الله، طالما يقف خلفها رجال يسدّون قرص الشمس.
.